شبكةُ الكفيل كانت متواجدة هناك واطّلعت على تفاصيل الأعمال الجارية حاليّاً والسابقة، وكان لها لقاءٌ مع عضو اللّجنة المشرفة على العمل معاون نائب الأمين العام للعتبة العبّاسية المقدّسة الحاج علي الصفّار الذي تحدّث قائلاً: "إنّ هذا العمل تمّ بالتعاقد مع العتبة الكاظميّة المقدّسة في أواخر شهر رمضان المبارك (1438هـ) وذلك لما تملكه الملاكاتُ الفنّية العاملة في مصنع السقّاء من خبرة في مجال تصنيع الشبابيك، بعد الإنجاز الكبير الذي حقّقته في صناعة شبّاك ضريح أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) وبعد حصول الموافقات من أجل البدء بالعمل، شرعت ملاكاتُنا بإعداد التصاميم على أيدي أمهر الفنّانين والمختصّين واختيار النصوص الكتابيّة، وانتداب أمهر الخطّاطين من أجل ترجمتها على أرض الواقع وإخراجها بالصورة التي تليق بهذين العالمَيْن الجليلَيْن".
وأضاف: "لم ندّخر جهداً من أجل إنجاز وإتمام هذا المشروع ليُضاف الى سلسلة المشاريع التي أُنجزت والتي هي قيد الإنشاء، وقد وصلنا الى مراحل متقدّمة ولم يتبقّ سوى أعمال المينا والطلاء بالذهب".
أمّا مديرُ مصنع السقّاء السيد ناظم جاسم الغرابي فقد أضاف من جانبه بالقول: "إنّ مشروع صناعة شبّاكي ضريحي الشيخ المفيد والشيخ الطوسي(أعلى الله مقامهما) تمّ بعد اطّلاع العتبة الكاظميّة المقدّسة على الأعمال المُنجزة في هذا المصنع ومن أهمّها هو شبّاك المولى أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، ومن ثمّ عمل باب لمرقد السيّد محمد سبع الدجيل(عليه السلام) وغيرها من الأعمال التي لا يتّسع المجال لذكرها، كلّ ذلك جعل العتبة الكاظميّة المقدّسة مطمئنّة كلّ الاطمئنان ومتيقّنة بإتمام ونجاح هذا المشروع".
وأضاف: "يحمل الشبّاكان بالرغم من صغر حجمهما العديد من التفاصيل الفنّية الدقيقة التي تحتاج الى حرفيّة في تنفيذها، حيث يبلغ ارتفاع الشبّاك الواحد منهما مترين وخمسة وستّين سنتيمتراً (2.65) وبعرض ثلاثة أمتار واثنين وثلاثين سنتيمتراً (3.32) لأحدهما وهو شبّاك مرقد الشيخ المفيد وشيخه ابن قولويه (قُدّس سرّهما)، وهو الثاني بعرض (3.42) ثلاثة أمتار واثنين وأربعين سنتيمتراً، واستُخدمت في صناعة أجزائهما معادن عديدة مثل الذهب والفضّة والبراس والستانلس ستيل إضافةً الى الخشب".
وبيّن الغرابي: "يتألّف كلّ شبّاك من مشبّكين يتوسّطهما مشبّكٌ ثالث خُصّص للباب، يعتلي كلّ مشبّك مثلّثٌ زخرفيّ يُحاط في جوانبه السفليّة بإطار فضّي لأرباع دوائر، ويرتكز على هذه المشبّكات شريطٌ كتابيّ فوقه إفريز زخرفيّ يتوسّطه شريطٌ كتابيّ آخر وبنقوش نباتيّة غاية في الروعة، يعتلي هذا الإفريز شريطٌ كتابيّ آخر ثبّتت فوقه أجزاء مذهّبة من زهور اللوتس، كذلك يتألّف كلّ شبّاك من أربعة أعمدة جانبيّة ذات نقوش وزخارف نباتيّة تستند على إطارٍ فضّي مزخرف، وجميع هذه الأجزاء ترتبط وتركّب على هيكلٍ خشبيّ من الساج ذي متانة عالية ومن أرقى أنواع الخشب ذي المواصفات العالميّة".
يُذكر أنّ الهدف من إنشاء مصنع السقّاء لصناعة شبابيك وأبواب الأضرحة والمزارات هو لسدّ احتياجات العتبة العبّاسية المقدّسة وباقي العتبات المقدّسة والمزارات الشريفة في العراق من أعمال صياغة وصناعة شبابيك الأضرحة والأبواب الخاصّة بها، وكذلك للصيانة الدوريّة للموجودات الذهبيّة فيها، وقد تمّ تجهيزه بأحدث المكائن والأجهزة والمعدّات والقوالب، والمصنع مُكوّن من عددٍ من المعامل وكلّ معملٍ يتألّف من ورش العمل المتخصّصة، ويُدار من قِبل خَدَمَة أبي الفضل العبّاس(عليه السلام).