فبعد الأذى الكبير الذي كان يعانيه إمامُنا الجواد(عليه السلام) في حياته، جاءه الفرج كما وصفه الإمام، حيث كان يتنبّأ بأنّ شهادته بعد هلاك المأمون بسنتين ونصف فيقول(عليه السلام ): (الفَرَج بَعْدَ المَأمونْ بثَلاثين شهراً)، دلالةً على حجم المعاناة والمحن التي صُبّت عليه فترة إمامته من أولئك الظلمة، فاعتبر الموت فرجاً له (صلوات الله عليه).
كما أنّه (عليه السلام) كان يرفعُ يدَه الى السماء ويقول: (إلهِي إِنْ كانَ فَرَجِي في مَوْتي فَعَجِّل وفَاتي لِساعَتي)، لذا كان (عليه السلام) دائم الحزن والكآبة حتى قضى نحبه من خلال التآمر الثلاثي بين المعتصم وابن أخيه جعفر بن المأمون وأخته أمّ الفضل ابنة المأمون التي كانت إحدى زوجات الجواد(عليه السلام)، حيث قامت (لعنها الله) بسمِّ الإمام من خلال العنب، وقد أصابه عطشٌ شديد من أثر ذلك السمّ، ولكنّها منعته أيضاً من شرب الماء، فواسى بذلك جدّه سيد الشهداء(عليه السلام) واستُشهِدَ مسموماً عطشاناً، وله من العمر خمسةٌ وعشرون عاماً.