وأضاف: "أحببت أن أبيّن المراد من التطوير، ماذا نقصد بالتطوير؟ طبعاً المراد من التطوير هو تطوير الذات، وتطوير الذات لا يختلف اثنان منّا على أنّه فطرةٌ فطَرَها الله تعالى في نفس كلّ إنسان، فكلُّ إنسان مفطورٌ على أن يطوّر ذاته، ولكنّ المشكلة والمعضلة التي بدأت تطفو على السطح هي أنّ هناك من يخفق ويُخطئ في الطريق الموصل الى تطوير ذاته، إذن هناك طريقان، طريقٌ يصل بالإنسان لأن يرتقي ويطوّر ذاته، وطريقٌ آخر يخفق الإنسان به وقد يعتقد أنّه سائرٌ نحو تطوير ذاته، لكن في النتيجة يصل الى تقزيم ذاته، إذن فالمشكلة تكمن في الطريق، والطريق الأوّل الذي يوصل الإنسان الى النجاح طبعاً له حلقات ومراحل متتابعة حتّى يصل الإنسان الى هذه النتيجة".
مبيّناً: "إنّ الإخوة العاملين في شعبة الطفولة والناشئة من خلال وحدة المخيّمات الكشفيّة، ابتكروا عدّة فعاليات تُعطي مكنةً للشابّ والفتى في مقتبل حياته ومسيرته، تعطيه مكنةً أن يسير في هذا الطريق المعبّد الذي يوصله الى تطوير ذاته، من خلال عدّة عناصر تهدف الى بناء هذا الشابّ وتطوير مَلَكاته برفع مستوى وعيه وتدريبه وتوعيته على التخطيط الناجح لمستقبله، وهناك عدّة حلقات من المُمكن من خلالها أن يصل هذا الفتى عبر هذا الطريق الى تطوير ذاته، وللأسف نرى في الجهة الأخرى هناك من يحرص أو يريد أن يطوّر ذاته لكنّه يُخطئ الطريق، لأنّه يعتقد بأنّ هناك عناصر إذا التجأ اليها من المُمكن أن يرتقي بذاته، وواقعاً أنّ هذه العناصر تشكّل مذمّةً في شخصه وتقزيماً لذاته، حينما لا ينظر الى ما يقوّم هذه الذات".
وتابع الموسوي بالقول: "هناك جوهرٌ يعمده الناس وينظرون اليه لكي يرتقي في مسيرة حياتهم، هذا الجوهر هو الأساس في رقيّ الذات، أمّا الظواهر والمظاهر القشريّة قد تنتكس بالفرد الى أن يقزّم ذاته ويسير في الطريق الخطأ، فلا يجد هذا الفرد نفسه بعد فترة إلّا أنّه عنصرٌ غير فاعل في مجتمعه، ولعلّه بسبب هذا نجد بعض السلبيّات في مجتمعنا، لذلك فإنّ جمعيّة الكشّافة والقائمين عليها وضعوا البرامج والخطط التربويّة التي من خلالها نريد لفتياننا وأشبالنا أن يرتقوا بذواتهم، وجميع هذه الخطط والبرامج هي تحت لواء أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، باعتبار أنّ هذه الجمعيّة تابعة للعتبة العبّاسية المقدّسة، وهناك حرصٌ منها لتنمية وتدعيم هذا الجانب لدى أبنائنا وفتياننا ليكونوا إن شاء الله تعالى عناصر فعّالة في المجتمع".
وخاطب الموسويّ ذوي العناصر الكشفيّة: " أنا أناشد عوائلنا الكرام أن يبذلوا قصارى جهدهم بتحبيب مشاركة أبنائهم في مثل هكذا مخيّمات، وهذه الفعّاليات والمخيّمات لا تقتصر فقط على العطلة الصيفيّة، فهناك برامج وفعّاليات في العطلة الربيعيّة وكذلك في المناسبات الأخرى وفي مناسبات أهل البيت(عليهم السلام)، الإخوة القائمون على هذا البرنامج قد خطّطوا للكثير من الفعّاليات التي يُمكن من خلالها -بتفاعل الآباء والأمّهات الكرام- زجّ أبنائهم ليس فقط خلال العطلة الصيفيّة بل في كافّة المناسبات أيضاً، نسأل الله أن يحفظ جيلنا وأبناءنا وأُسرَنا ويسدّد القائمين على هذا البرنامج، ويحفظ كلّ من ساهم في تقويم هذا البرنامج، وأخصّ الإخوة في مجمّع الشيخ الكليني(رحمه الله) فقد كانوا نِعْم السند خلال الفترة الماضية وما زالوا مستمرّين في مساعدة الإخوة على إتمام هذا البرنامج".