حيث اصطفّ المعزّون على شكل كراديس متّصلة فيما بينها وكانت بدايةُ فقراتهم العزائيّة عند مرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، حيث عُقِد مجلسٌ عزائيّ شمل قراءة بعض القصائد واللّطميّات والمراثي الحسينيّة، التي أعادت الى الأذهان وقدحت في الذاكرة ما جرى وحلّ بأهل بيت النبوّة(عليهم السلام) في مثل هذه الأيّام على هذه الأرض من قتلٍ وتسليبٍ وحرقٍ للخيام وغيرها من الجرائم اللاإنسانيّة، بعدها اجتمع المعزّون لينطلقوا باتّجاه مرقد الإمام الحسين(عليه السلام) لإقامة نفس المراسيم التي أُقيمت داخل صحن أبي الفضل العبّاس(عليه السلام).
يُذكر أنّ العتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية لا زالتا مستمرّتين باستقبال مواكب العزاء الحسينيّ من داخل وخارج محافظة كربلاء المقدّسة، فهناك مواكبُ تأتي لتقديم التعزية حسب التوقيتات التي وضعها قسمُ المواكب والهيئات الحسينيّة التابع للعتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية سواءً في الأيّام العشرة الأولى أو الثانية أو الثالثة من شهر محرّم الحرام، وهكذا يستمرّون لحين انقضاء شهر صفر الخير.