عمل (رحمه الله) في مدينة كربلاء إذ كان أحد خَدَمَة الإمام الحسين(عليه السلام) حين انتسب الى قسم ما بين الحرمين الشريفين، شعبة حفظ النظام، بتاريخ (14/6/2008)، وهو من مواليد محافظة السماوة (18/9/1977)، حيث نشأ وترعرع فيها بين أسرته وأحبّائه الذين عُرفوا بولائهم لأئمّة أهل البيت(عليهم السلام) وإخلاصهم للنهج المبارك الذي خطّه سيّد الشهداء بدمه، فلم يرُقْ لهم العيش بعيداً عن عطر سيّد الشهداء(عليه السلام)، فانتقل مع عائلته الى كربلاء المقدّسة ليسكنوا بجوار الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العبّاس(عليهما السلام).
وللشهيد صفاتٌ حميدة إذ شهد بصفاته صحبُه وكلّ من عاشره، فكان رؤوف القلب محبّاً لعمل الخير، عاملاً ما يرضي الله ونبيّه وأهل بيته، يقول عنه أصحابُه وجيرانه: إنّه كان لا يستسيغ العتب ولا يُعاتب من يؤذيه لا بقولٍ ولا فعل، طيّب الخلق هادئ الطباع ذا علاقةٍ طيّبة مع زملائه المنتسبين في العمل، وذا خلقٍ رفيع في التعامل مع الزائرين الوافدين لمدينة كربلاء المقدّسة، التحق بفرقة العبّاس(عليه السلام) القتاليّة بعد صدور فتوى الدّفاع المقدّسة وشارك في العديد من المعارك ضدّ تنظيم داعش الإرهابيّ، وفضلاً عن مسيرته في الخدمة والجهاد في الميدان فقد التحق في ورشةٍ خاصّة لصيانة وإصلاح الأسلحة الثقيلة والخفيفة في أرض المعركة وبشكلٍ ميدانيّ، دون الحاجة الى نقلها الى مكانٍ آمن بعيداً عن سير المعارك، فنال رتبة الشهادة مع نخبة من المتطوّعين الأبطال في عمليّات تحرير مدينة الموصل الأخيرة (عمليّات قادمون يا نينوى) بتاريخ 14/12/2017م والتي كانت من أشدّ وأشرس المعارك، حيث تجحفلت قوّات العدوّ فيها وأخذت كافّة الاستعدادات لمواجهة أبطالنا من القوّات الأمنية والحشد الشعبي، فسقطت كوكبةٌ من الشهداء وكان دمُهم فرات النصر، وكان منهم شهيدنا البطل أحمد مالك العارضي، فالسلام عليه والرحمة والخلود لروحه الطاهرة.