مديرُ مركز العميد الدوليّ من مبنى الأمم المتّحدة في نيويورك: هذا هو مبدأ التعايش السلميّ في القرآن الكريم

من أهمّ المفاهيم التي أولى لها الدينُ الإسلاميّ أهميّةً كبرى هو مفهومُ التعايش السلميّ، وعدّه مبدأً من مبادئه ومن الآليّات التي اعتمدها الإسلام في معالجة التنوّع العقديّ والاختلاف الدينيّ، ويشهد هذا المبدأ في حاضرنا الى سوء فهمٍ ودرايةٍ تامّة به ممّا أدّى الى تشويه صورته وانحرافه عن مساره الصحيح من قِبل جهاتٍ متطرّفة، فما أحوجنا اليوم الى تطبيق هذا المبدأ البالغ الأهميّة في خضمّ هذه الظروف التي يعيشُها العالم أجمع، لكونه يمثّل إحدى المرتكزات التي اعتمدها الدينُ الإسلاميّ لما ينطوي عليه هذا الـمبدأ من نزعةٍ إنسانيّة تستحقّ الاحترام والتبجيل.
ومن هذا المنطلق ولأهمّية الموضوع فقد أدلى بدلوه البحثيّ مديرُ مركز العميد الدوليّ للبحوث والدراسات التابع لقسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة الأستاذ الدكتور رياض العميدي، من خلال بحثٍ تمحور حول هذا المبدأ متّخذاً (دراسة تداوليّة أسلوبيّة لبعض آيات التعايش السلميّ في القرآن المجيد) عنواناً له، وقد ألقاه في إحدى الجلسات البحثيّة للمؤتمر الدوليّ الذي أقامته العتبتان المقدّستان الحسينيّة والعبّاسية في مبنى الأمم المتّحدة بالتعاون مع مؤسّسة الإمام الخوئي(قدّس سرّه) والتحالف العلميّ للبحث والتراث في نيويورك.
الأستاذ العميدي بيّن لشبكة الكفيل قائلاً: "تناولنا في بحثنا هذا الذي وقع عليه الاختيار من قِبل اللّجنة المشكّلة لاختيار البحوث وضمن هذا المحور (مبدأ التعايش السلميّ بين الناس)، فقد أمرنا الله تعالى به وحثّ عزّ وجلّ على الحفاظ على الكرامة ومراعاة الحقوق، ونهانا عن أيّ إساءة في استخدام المقدّسات وتجاوز الملكيّة، واعتبره أساساً للتعايش بين فئات المسلمين المختلفة من ناحية وبين المسلمين وغيرهم من ناحيةٍ أخرى".
موضّحاً: "تتجلّى مبادئ التعايش السلميّ في العديد من الآيات القرآنيّة، وتسعى هذه الدراسة الى تقصّي التراكيب التداوليّة والأسلوبيّة المستخدمة في بعض آيات القرآن الكريم، كأفعال كلام التوكيد والتصريح والأمر والنهي وصيغ التوازي والتكرار والجناس، وهي تتبنّى أنموذجاً عمليّاً لتحليل تلك النصوص".
يُذكر أنّ العتبة العبّاسية المقدّسة لم يقتصر دورُها على تنظيم هذا المؤتمر بل كانت لها مشاركتان بحثيّتان لباحثَيْن من مركز العميد الدوليّ للبحوث والدراسات، وقد لاقت هاتان المشاركتان قبولَ وثناءَ الحاضرين وذلك لحداثة الطرح والمضمون البحثيّ بما يتلاءم ومحاور الجلسة البحثيّة، هذا وقد تمّ تكريمُ الأستاذ الدكتور رياض العميدي بجائزةٍ تقديريّة تثميناً لهذا البحث ومشاركته في هذه الجلسة.