حيث توافد الى المرقدين الطاهرين جمعٌ من أهالي مدينة أربيل والقرى المحيطة بها مقدّمين العزاء لسبط الرسول وريحانته ولأخيه المولى أبي الفضل العبّاس(عليهما السلام) بمناسبة ذكرى الزيارة الأربعينيّة الخالدة، إلّا أنّهم انغمسوا في أجواء كربلاء القدسيّة والروحيّة الناثرة لأزكى نفحات الإيمان والولاء لمحمد وآله الأطهار(عليهم صلوات الله أجمعين).
هذا الجمع المبارك من أهالي أربيل عبّروا عن سعادتهم لأداء هذه المراسيم، مبيّنين أنّ الحسين هو أحد أهمّ وأبرز بل هو أعظم القواسم المشتركة التي تجمع أبناء الشعب العراقيّ، فهو رمزٌ لوحدتهم لأنّ ما قدّمه سيّد الشهداء للإسلام كفيلٌ بأن يجعله خيمةً يلجأ تحت ظلالها كلّ من أراد جمع شتات المسلمين، فضلاً عن أنّه لا يختصّ بالإسلام فحسب بل هو رمزٌ إنسانيّ حفر اسمه على صخور التاريخ، ليبقى شمساً ساطعةً تنير دروب الشعوب المظلومة، فالعراقيّون جميعاً هم أبناء الحسين، فمنه استمدّوا العزم لمواجهة العدوان الأخير الذي عصف بالبلاد، ونجحوا ببركاته في تحقيق الانتصار على الأعداء.
الجديرُ بالذكر أنّ مدينة كربلاء المقدّسة تشهد هذه الأيّام توافد الملايين اليها قادمين من كلّ حدبٍ وصوب، قاصدين المولى أبا عبدالله الحسين(عليه السلام) ومعزّين إيّاه ومجدّدين معه عهد الولاء الأبديّ.