محمد شرف المنصوري ابن جنوب الفرات، تخلّف عن آخر زيارةٍ أربعينيّة واستوحشه الطريق معاتباً، ولكن غيابه لم يكن عن قصورٍ منه، إلّا أنّ طريقه نحو أبي الشهداء أورده فكرة رفض العبوديّة بعد أن رفض الذلّ والهوان، حين سمع بما جرى للمدن العراقية من المجاميع الإرهابيّة المسمّاة بـ"داعش"، فراح ملبّياً نداء المرجعيّة الدينيّة العُليا في النجف الأشرف بالدفاع الكفائي، وبما أنّه نال الشهادة في سوح القتال فقد جاءت صورته التي حملتها أمّه زاحفةً نحو كربلاء لتتعثّر بخُطى الشوق لولدها وتواسي أمّ البنين على صبرها، وكأنّها تعتذر للطريق عن عدم قدوم ابنها، رحم الله شهيدنا محمد شرف المنصوري ابن جنوب العراق الصامد وألهم أهله الصبر والسلوان وجعله شفيعاً لهم يوم القيامة.