نقطة انطلاقة المواكب كانت من شارع قبلة الإمام الحسين(عليه السلام) مروراً بصحنه الطاهر، حيث ألقوا فيه القصائد التي تبيّن مدى الألم الكبير الذي يعتصر قلوبهم بمناسبة هذه الذكرى العظيمة وهي ذكرى أربعينيّة سيّد شباب أهل الجنّة (عليه السلام)، ثم توجّهوا بعد ذلك الى صحن أخيه بطل الطفوف وحامل لوائه أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) قاطعين ساحة ما بين الحرمين الشريفين لطماً وبكاءً ليصلوا عند ضريح سيدّ الماء، وهناك انهالوا مرّةً أخرى بأشدّ أنواع البكاء مصحوباً بأشجى المراثي التي صدحت بها حناجرهم حزناً على أعظم المصائب التي مرّت على الأمّة الإسلاميّة.
علي كاظم العنبكي أحد أعضاء موكب عبد الله الرضيع القادم من قرية العنبكيّة في ناحية الخالص التابعة لمحافظة ديالى تحدّث لشبكة الكفيل قائلاً: "منذ أحد عشر عاماً ونحن لم ننقطع عن المجيء الى كربلاء وتقديم التعازي لمولانا صاحب العصر والزمان الإمام المهديّ(عجّل الله فرجه)، فنحن نعتبر هذا المسير هويّتنا التي تثبت أنّنا حسينيّون وموالون لآل بيت النبوّة(عليهم السلام)، وهو مصدر فخر واعتزاز لنا، ونحن حريصون على إقامة شعائر الله ما حيينا".
يُذكر أنّ قسم المواكب والشعائر الحسينيّة في العراق والعالم الإسلاميّ التابع للعتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية، قد أعدّ خطّةً لتسيير هذه المواكب وفق جدولٍ زوّد به أصحاب المواكب، يبيّن فيه مكان الانطلاق والمسير ونقطة الختام مع وقت كلّ موكبٍ وبما لا يتقاطع مع حركة ومرور الزائرين.