العتبةُ العبّاسية المقدّسة تقدّم أنموذجاً بتحويل آلاف الدوانم من صحراءَ قاحلة الى واحةٍ خضراء

قدّمت العتبةُ العبّاسية المقدّسة أنموذجاً حيّاً لاستثمار أجزاء من صحراء كربلاء وحوّلت رمالها الى واحاتٍ خضراء غنّاء، وذلك من خلال مشروعها الرائد (مزارع الساقي) ذلك المشروع الكبير والاستراتيجي الذي تبنّاه قسمُ المشاريع الهندسيّة فيها، والذي يهدف الى مكافحة التصحّر والجفاف الذي عصف بالبلد بصورةٍ عامّة وكربلاء على وجه الخصوص، وللمساهمة في زيادة المساحات الخضراء وتحقيق الأمن الغذائيّ بزراعة عددٍ من المحاصيل الزراعيّة والأشجار والفواكه الخضريّة.
وعن هذا المشروع تحدّث لنا رئيسُ قسم المشاريع الهندسيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة المهندس ضياء مجيد الصائغ قائلاً: "مشروع (مزارع الساقي) هو أحد أهمّ المشاريع التي تبنّتها العتبةُ العبّاسية المقدّسة، والذي من خلاله حقّقنا عدداً من الأهداف أهمّها توفير خزينٍ مائيّ بالاعتماد على المياه الجوفيّة التي يُمكن الاستفادة منها في حالة حدوث أي طارئ أو أيّ أزمة مائيّة خانقة، والتي بدأت مؤشّراتها تظهر عاماً بعد آخر عن طريق حفر (50) بئراً، مع استثمار باقي المساحة لزراعتها بالنخيل والمحاصيل الحقليّة كالحنطة والشعير، وبذلك استطعنا في فترةٍ زمنيّة وجيزة وبالاعتماد على ملاكاتنا الفنّية والمختصّة بهذا المجال تحويل صحراء قاحلة تملأها الرّمال يميناً وشمالاً الى مروج خضراء".
وعن أهمّ مواصفات ومميّزات مزارع الساقي بيّن الصائغ:
- المساحة الكليّة للمشروع حالياً تبلغ (10آلاف) دونم أي ما يُعادل (25.000.000) متر مربّع.
- المساحة تمّت زراعتُها بالنخيل ومحصول الحنطة.
- يبلغ عددُ النخيل المزروع فيها (8.442) نخلة ومن (35) صنفاً من أجود أنواع التمور.
- السقي يتمّ بواسطة المياه الجوفيّة من خلال (50) بئراً ارتوازيّاً، وهي تُستخدم كخزينٍ مائيّ من جهة ومن جهةٍ أخرى للسقي.
وتابع بالقول: "يهدف المشروع الذي يُعدّ مقدّمةً لمشاريع ومساحاتٍ إضافيّة أخرى الى:
أوّلاً: استثمار الأراضي الزراعيّة الصحراويّة وتنمية الواقع الزراعيّ في كربلاء.
ثانياً: المزارع ستكون بمثابة مصدّات طبيعيّة للرياح والعواصف الترابيّة.
ثالثاً: فرصة لتشغيل الأيادي العاملة للعناية بهذه المزروعات.
رابعاً: المساهمة في رفد السوق المحليّة بنوعيّات جيّدة ونادرة من التمور والمحاصيل الحقليّة.
خامساً: توظيف الإمكانيّات والخبرات الزراعيّة ووضعها في مجالها الصحيح.
سادساً: الاستفادة من الفائض من مياه الآبار الارتوازيّة.
سابعاً: إمكانيّة زراعة أشجار أخرى كالحمضيّات وغيرها والاستفادة منها كذلك.
ثامناً: إدخال تقنيّات وآليّات زراعيّة حديثة بالاستفادة من الخبرات المحليّة والدوليّة.
تاسعاً: جعل هذه المزرعة مصدراً لتكاثر الأنواع النادرة من النخيل".
وأشار قائلاً: "سبقت المباشرة بالمشروع أعمالٌ تحضيريّة منها التأكّد من مدى صلاحيّة التربة للزراعة بأخذ عيّنات من التربة ومن أماكن متعدّدة لفحصها مختبريّاً، ومعرفة مدى ملوحتها وصلاحيّتها وتحديد المساحة المراد زراعتها في كلّ مساحةٍ مزروعة، مع تسوية التربة وتحديد أماكن زراعة فسائل النخيل عليها، بالإضافة الى باقي المحاصيل الأخرى، مع تزويد المشروع بشبكة متكاملة من منظومات الريّ بالتنقيط".
وأكّد الصائغ: "إنّ استملاك الأرض الخاصّة بالمشروع قد تمّت وفقاً لقوانين الدولة العراقيّة النافذة، وقد استُخدِمَت في زراعتها أحدثُ الطرق والآليّات".