مقامُ ومنزلةُ أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) عند الأئمّة (عليهم السلام)

الأئمّة المعصومون(عليهم السلام) من أهل بيت رسول الله(صلّى ‌الله‌ عليه ‌وآله) من الإمام الصادق(عليه السلام) حتّى الإمام المهديّ(عليه السلام)، وإن لم يصلنا منهم تصريحٌ في حقّ عمّهم أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) سوى ما وصلنا من الإمام الهادي(عليه السلام)؛ وذلك على ما في الإقبال من زيارة الناحية المقدّسة الصادرة عنه سنة مائتين واثنين وخمسين هجريّة، المتعرّضة لأسماء الشهداء، والتي يقول فيها الإمام (عليه السلام) مخاطباً عمّه العبّاس(عليه السلام): ((السّلام على أبي الفضل العبّاس بن أمير المؤمنين، المواسي أخاه بنفسه، الآخذ لغده من أمسه، الفادي له، الواقي الساعي إليه بمائه، المقطوعة يداه...)).

وسوى ما بلغنا من الزيارة الصادرة من الناحية المقدّسة لصاحب العصر والزمان(عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، والتي يقول فيها الإمام (عليه السلام): ((السّلام على الأعضاء المقطّعات)).

إلّا أنّهم (عليهم السلام) أقرّوا ما روي صحيحاً عن الإمام الصادق(عليه السلام) من لفظ زيارة عمّهم أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، وأمروا شيعتهم أن يزوروا عمّهم العبّاس(عليه السلام) بتلك الزيارة المأثورة.
فيكونون بذلك قد قبلوا ما تضمّنته الزيارة من مقامٍ رفيعٍ لأبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، وما صرّحت به من مرتبته السامية؛ فيصحّ لنا حينئذٍ أن نقول: إنّ مقام أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) عند مَنْ لم يصلنا منه تصريحٌ في حقّه من الأئمّة المعصومين(عليهم السلام) هو نفس مقام أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) عند مَنْ وصلنا من الأئمّة الطاهرين(عليهم السلام) تصريح منه في حقّه (عليه السلام).