سرداب القبر الشريف بحلته الجديدة
وأضاف: "أنه نظراً لقدم جدران الحرم السفلي وأروقته وسقوفها والتي يصطلح عليها بالسرداب، حيث تعود لقرون عدة؛ بسبب ارتفاع منسوب المياه داخلها، إذ تهرّأ قسمٌ كبيرٌ من تلك الجدران، وحدثت تصدعات وتشققات في بعض من مساحات السقف لدرجة خيف من حدوث انكسار كبير فيه, وهذا الانكسار قد يحدث إذا لم تتم معالجة السقف والجدران الساندة له في الوقت المناسب، ولتوجيه المياه المتدفقة (المياه الجوفية) من جدران وأرضية السرداب في أنابيب بدلاً من تشتتها، وبالتالي انتقال رطوبتها إلى جدران الحرم ويضعف من قوة تحملها...
لأجل ذلك كله، تطلب الأمر من إدارة العتبة القيام بمشروع لحماية تلك الجدران، وذلك بتقوية جدران السرداب وسقفه وأرضيته، مع إظهار السرداب عموماً بمنظر بهيٍّ أيضاً، ليتناسب وقربه المكاني من المرقد الطاهر لأبي الفضل العباس عليه السلام".
وأوضح المهندس ضياء: "بعد إجراء الدراسات والفحوصات، تبيّن أن فكرة التصميم الاساسية للمشروع تؤكد بأنه لا فائدة من معالجة الجدران والسقف للسرداب ما لم يتم معالجة المياه الجوفية فيه, لذلك فقد تم عمل ساقية لتجميع ماء السرداب، وهي عبارة عن أنبوب نصفي بقطر (0.5)م مخرّم من جانبيه لإدخال المياه الناضحة من الأرضية إليه، حيث تحيطه طبقة من الحصى الخشن المرشِح للمياه المذكورة، والأنبوب ممتد تحت أرضية السرداب وفي وسطه لتكون مجمعاً للمياه".
مبيناً "أنه تم إنشاء شبكة من الأنابيب بقطر (10) سم لكل منها في الجدار تقوم بتفريغ المياه المتجمعة في الأواوين مستقبلاً لتصب في الأنبوب الوسطي. كما تم عمل فتحة تهوية لكل إيوان، لتكوين منظومة تهوية متكاملة تؤدي للممر لمنع تراكم بخار الماء المتجمع من الماء الموجود في الإيوان.
أما بالنسبة لأنبوب التصريف في الأرضية، فقد تم بناء خمسة مجمعات مياه كلٌّ منها بأبعاد (50×50) سم، وبعمق (70) سم، واحد منها في بداية دخول السرداب، والباقيات تُوزع وسط كل ممر من ممرات الأروقة. وستُوضع في هذه الفتحات غطاسات دائمة لسحب الماء تلقائياً - عند وصوله مستوىً معيناً - الى خارج السرداب.
علمًا بأن التصميم سمح للمياه في هذه المجامع بالحركة والصعود فوق الأرضية، لكي لا تـُحدث ضغطاً على جدران وأرضية السرداب التي تمت تغطيتها فوق الانبوب بمواد عازلة، ثم صُبّت بالكونكريت المسلح المعالج بمادة (SBR)، ثم تغليفه بالمرمر".
وأوضح الصائغ "خلال هذا المشروع تمت إزالة الجدران الأقرب للقبر الشريف من التي لا تحوي على أواوين من الرواق السفلي والمتهرئة، وبقائها يسبب مضرة وذلك لحجزها لبخار الماء المذكور، وبعمق يتراوح بين (24 سم - 48 سم)، وأكثرية الجدران كانت بالعمق الأخير، عدا الركن الشمالي الشرقي حيث أزيل منه (60) سم، لذا تمت إزالة هذه الجدران واستبدالها بجدار بنفس السمك الذي اُزيل من الطابوق القديم المتهرئ، وهو من الطابوق المثقب الذي يتم ملء مفاصله وثقوبه جيداً بالأسمنت المعالج كيمياوياً بمادة SBR، وهي مادة تزيد قوة التصلب وتمنع الرطوبة.
كما تم وضع كلابات حديدية (Hock) خلال طبقات الطابوق لتربط جداره مع شبكة التسليح التي وضعت أمامه لتكوّن جداراً كونكريتياً بسمك (10)سم وهو تحت المرمر الذي يشكل الوجه النهائي لممرات السرداب".
وأضاف "تم طلي جدار الطابوق بطبقة من الزفت واللباد كعازل للرطوبة، وتم توزيع أعمدة كونريتية مسلحة في جدار الطابوق ولمسافة (2)متر بين كل عمودين، لزيادة تقوية جدار الكونكريت والطابوق. أما الجدران الخارجية لممر الأروقة السفلي (غير الملاصقة للقبر الشريف) فقد تبيّن بالفحص أنها جدران قوية ولم تظهر الحاجة لإزالتها، ولكن تم عمل أعمدة كونكريتية لكل (4) متر فيها، لزيادة تقويتها وربطها مع جدار الخرسانة الذي تم إنشاؤه حالياً في المشروع بنفس الطريقة السابقة للجدار المقابل له. كما تم عمل شقوق تهوية في أعلاه من خلال حفره بعمق (10)سم وعرض (10)سم، وتتجمع في فتحات تؤدي لممر الأروقة".
أما فيما يخصّ معالجة السقف قال: "تمت معالجته من خلال عمل سقف كونكريتي مسلح تحت السقف القديم، وبسمك (10) سم، وتمت عملية صبّه بمراحل من خلال الحقن، ثم تغليفه بالمرمر الذي سيُعمل كقالب للصب, وبالتالي سيكون مظهر السرداب النهائي كممر مغلف بالمرمر الأبيض نوع اونكس برتغالي المنشأ من جميع الجهات، أي للجدران والأرضية والسقف، واحتوى على النقوش والآيات القرآنية الكريمة فيها، وتم عمل تأسيس كهربائي جديد للسرداب بخطين (220) فولت و(12) فولت لتغطي الإنارة الحديثة التي ستضيئه ومنظومة كامرات متطورة".