الإنتهاء من مشروع تقوية وتطوير جدران وأرضية وسقف سرداب قبر أبي ‏الفضل العباس عليه السلام ‏

سرداب القبر الشريف بحلته الجديدة
أنهت الملاكات الهندسية والفنية التابعة لشركة الحلو وهي شركة عراقية من ‏محافظة البصرة كافة الأعمال الخاصة بمشروع تقوية وتطوير جدران ‏وأرضية وسقف سرداب قبر أبي ‏الفضل العباس عليه السلام.. ‏‏هذا بحسب ‏ما تحدث به لشبكة الكفيل ‏المهندس ضياء مجيد الصائغ مسؤول قسم ‏المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدسة، وهو القسم الذي قام بإعداد ‏الدراسات والتصاميم الخاصة به.‏
وأضاف: "أنه نظراً لقدم جدران الحرم السفلي وأروقته وسقوفها والتي يصطلح ‏عليها بالسرداب، ‏حيث ‏تعود لقرون عدة؛ بسبب ارتفاع ‏منسوب المياه ‏داخلها، إذ تهرّأ قسمٌ كبيرٌ من تلك ‏الجدران، وحدثت تصدعات ‏وتشققات في ‏بعض من مساحات السقف لدرجة خيف من ‏حدوث انكسار كبير فيه,‏ وهذا ‏الانكسار قد يحدث إذا لم تتم معالجة السقف ‏والجدران الساندة له في ‏الوقت ‏المناسب، ولتوجيه المياه المتدفقة (المياه الجوفية) من جدران وأرضية ‏‏السرداب في أنابيب بدلاً ‏من تشتتها، وبالتالي انتقال رطوبتها إلى جدران ‏الحرم ويضعف من قوة تحملها...‏
‏ ‏لأجل ذلك كله، تطلب ‏الأمر من إدارة العتبة القيام بمشروع لحماية تلك ‏الجدران، وذلك بتقوية ‏جدران السرداب وسقفه ‏وأرضيته، مع إظهار السرداب ‏عموماً بمنظر بهيٍّ أيضاً، ‏ليتناسب وقربه المكاني من ‏المرقد الطاهر لأبي ‏الفضل العباس عليه السلام‏".‏
وأوضح المهندس ضياء: "بعد إجراء الدراسات والفحوصات، تبيّن أن فكرة ‏التصميم الاساسية للمشروع تؤكد بأنه لا فائدة من معالجة الجدران والسقف ‏‏للسرداب ما لم يتم ‏معالجة المياه الجوفية فيه, ‏لذلك فقد تم عمل ساقية ‏لتجميع ماء السرداب، ‏وهي عبارة عن أنبوب نصفي بقطر (0.5)م مخرّم ‏من ‏جانبيه لإدخال المياه الناضحة ‏من الأرضية إليه، حيث تحيطه طبقة ‏من الحصى الخشن المرشِح ‏للمياه المذكورة، ‏والأنبوب ممتد تحت أرضية ‏السرداب وفي وسطه لتكون مجمعاً للمياه".‏
مبيناً "أنه تم إنشاء شبكة ‏من الأنابيب ‏بقطر (10) سم لكل منها في الجدار ‏تقوم بتفريغ المياه المتجمعة في ‏الأواوين مستقبلاً لتصب في ‏الأنبوب ‏الوسطي. كما تم عمل فتحة تهوية لكل إيوان، لتكوين منظومة تهوية ‏متكاملة ‏تؤدي للممر لمنع تراكم بخار الماء المتجمع ‏من الماء الموجود في ‏الإيوان. ‏
أما بالنسبة لأنبوب التصريف في الأرضية، فقد تم بناء خمسة مجمعات ‏مياه كلٌّ منها ‏بأبعاد (50×50) سم، وبعمق (70) سم، واحد منها في بداية ‏دخول السرداب، والباقيات تُوزع وسط كل ممر من ‏ممرات الأروقة. ‏وستُوضع في هذه الفتحات غطاسات ‏دائمة لسحب الماء تلقائياً - عند ‏وصوله ‏مستوىً معيناً - الى خارج السرداب.‏
‏ علمًا بأن التصميم سمح للمياه في هذه المجامع ‏بالحركة ‏والصعود فوق ‏الأرضية، لكي لا تـُحدث ضغطاً على جدران وأرضية ‏السرداب التي تمت ‏تغطيتها ‏فوق الانبوب بمواد عازلة، ثم صُبّت بالكونكريت المسلح ‏المعالج ‏بمادة (‏SBR‏)، ثم تغليفه بالمرمر".‏
وأوضح الصائغ "خلال هذا المشروع تمت إزالة الجدران الأقرب للقبر ‏الشريف من التي لا تحوي على أواوين ‏من الرواق السفلي ‏والمتهرئة، وبقائها ‏يسبب مضرة وذلك لحجزها لبخار الماء ‏المذكور، وبعمق يتراوح بين (24 ‏سم - 48 سم)، ‏وأكثرية الجدران كانت بالعمق ‏الأخير، عدا الركن الشمالي ‏الشرقي حيث أزيل منه (‏‏60) سم، لذا تمت إزالة هذه الجدران واستبدالها ‏‏بجدار بنفس السمك الذي اُزيل من ‏الطابوق القديم المتهرئ، وهو من ‏الطابوق المثقب الذي يتم ملء ‏مفاصله وثقوبه جيداً ‏بالأسمنت المعالج ‏كيمياوياً بمادة ‏SBR، وهي مادة تزيد قوة التصلب ‏وتمنع ‏الرطوبة.‏
‏ كما تم وضع كلابات حديدية (‏Hock‏) خلال طبقات الطابوق لتربط جداره ‏‏مع ‏شبكة التسليح التي وضعت أمامه لتكوّن جداراً كونكريتياً بسمك (10)سم ‏وهو ‏تحت المرمر الذي ‏يشكل الوجه النهائي لممرات السرداب".‏
وأضاف "تم طلي جدار الطابوق بطبقة من الزفت واللباد كعازل للرطوبة، ‏وتم توزيع أعمدة ‏كونريتية ‏مسلحة في جدار الطابوق ولمسافة (2)متر بين ‏كل عمودين، لزيادة تقوية ‏جدار الكونكريت ‏والطابوق. أما الجدران الخارجية ‏لممر الأروقة السفلي (غير ‏الملاصقة للقبر الشريف) فقد تبيّن ‏بالفحص أنها ‏جدران قوية ولم تظهر الحاجة ‏لإزالتها، ولكن تم عمل أعمدة كونكريتية ‏لكل ‏‏(4) متر فيها، لزيادة تقويتها وربطها مع جدار الخرسانة ‏الذي تم إنشاؤه ‏حالياً في ‏المشروع بنفس الطريقة السابقة للجدار المقابل له. كما تم عمل ‏شقوق ‏تهوية في أعلاه ‏من خلال حفره بعمق (10)سم وعرض (10)سم، ‏وتتجمع في فتحات تؤدي لممر ‏‏الأروقة".‏
أما فيما يخصّ معالجة السقف قال: "تمت معالجته من خلال عمل سقف ‏كونكريتي مسلح تحت السقف القديم، وبسمك (10) سم، وتمت عملية ‏صبّه ‏بمراحل ‏من خلال الحقن، ثم تغليفه بالمرمر الذي سيُعمل كقالب للصب, ‏وبالتالي سيكون مظهر السرداب النهائي كممر مغلف بالمرمر الأبيض نوع ‏اونكس برتغالي المنشأ ‏من ‏جميع الجهات، أي للجدران والأرضية والسقف، ‏واحتوى على النقوش والآيات ‏القرآنية الكريمة ‏فيها، وتم عمل تأسيس ‏كهربائي جديد للسرداب بخطين (220) فولت و(12‏‏) فولت لتغطي الإنارة ‏‏الحديثة التي ستضيئه ومنظومة كامرات متطورة".‏