العملُ في هذا المقطع حاله حال بقيّة المقاطع التي أُنجزت في مراحل عمل سابقة، قد شهد أعمالاً تحضيريّة شملت رفع المرمر القديم وأجزاء الخرسانة القديمة ومعالجة الأرضيّة وتشقّقاتها باستخدام موادّ خاصّة، بالإضافة الى رفع الأنقاض ونقلها خارج الصحن، وقد تكفّل بهذه الأعمال قسمُ الصيانة الهندسيّة في العتبة المقدّسة، كذلك تمّ ربطُ وتسليك المنظومات الكهربائيّة وتصريف المياه والاتّصالات والصوتيات بمثيلاتها من الأجزاء الأخرى، ليتمّ بعد ذلك صبّ أرضيّةٍ خرسانيّة تكون ممهّدة للإكساء ذات مواصفات خاصّة، ومعالجتها بموادّ إنشائيّة تساعد على التصاقها بالأرضيّة القديمة وأخرى تمنع الرطوبة وغيرها، كذلك شملت الأعمال عمل شبكةٍ حديديّة ووضعها تحت الصبّ الخرسانيّ للمتانة.
يُشار الى أنّ المرمر المستخدم في الإكساء هو من الأنواع الطبيعيّة والنادرة (ملتي الاونكس)، ويمتاز بميزات عديدة أهمّها أنّه طبيعيّ وذو ألوان طبيعيّة وقوّة تحمّلٍ عالية للظروف الجوّية ويُعطي انعكاسات رائعة، ويبلغ سُمْكُه (4سم) تقريباً.
يُذكر أنّ مشروع إكساء أرضيّة صحن وحرم المولى أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) يُعدّ من المشاريع المكمّلة لسلسلة المشاريع التي نُفّذت مسبقاً، وجاء نتيجة تعرّض المرمر المكسوّ به حاليّاً الى أضرار كبيرة وتخسّفات أدّت الى تشويه منظره العامّ إضافةً الى قِدَمه، حيث مضى عليه أكثر من (50) عاماً، لذلك سعت الأمانةُ العامّة للعتبة العبّاسية لهذا المشروع بهدف زيادة الجمال لروضةٍ من رياض الجنّة، ممّا يُعطي صورةً خلّابة تُضاف اليها الراحة النفسيّة للزائرين الكرام.