الأوّل: زيارة الحسين(عليه السلام) وهي أفضل أعمال هذه اللّيلة، وتوجب غفران الذّنوب، ومن أراد أن يصافحه أرواح مائة وأربعة وعشرين ألف نبيّ فليزره (عليه السلام) في هذه اللّيلة، وأقلّ ما يزار به (عليه السلام) أن يصعد الزائرُ سطحاً مرتفعاً فينظر يمنةً ويسرة ثمّ يرفع رأسه الى السّماء فيزوره (عليه السلام) بهذه الكلمات: (اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا عَبْدِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ)، ويرجى لمن زار الحسين(عليه السلام) حيثما كان بهذه الزيارة أن يُكتب له أجر حجّةٍ وعمرة، وقد ذُكر في باب الزّيارات ما يختصّ بهذه اللّيلة منها.
الثاني: الغُسُل، فإنّه يوجب تخفيف الذّنوب.
الثالث: إحياؤها بالصّلاة والدّعاء والاستغفار كما كان يصنع الإمام زين العابدين(عليه السلام)، وفي الحديث (من أحيى هذه اللّيلة لم يمت قلبُه يوم تموت فيه القلوب).
الرّابع: أن يدعو بهذا الدّعاء الذي رواه الشّيخ والسّيد وهو بمثابة زيارة للإمام الغائب (صلوات الله عليه):
(اَللّـهُمَّ بِحَقِّ لَيْلَتِنا وَمَوْلُودِها، وَحُجَّتِكَ وَمَوْعُودِها، الَّتي قَرَنْتَ اِلى فَضْلِها فَضْلاً فَتَمَّتْ كَلِمَتُكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِكَ، وَلا مُعَقِّبَ لآياتك، نُورُكَ الْمُتَاَلِّقُ، وَضِياؤُكَ الْمُشْرِقُ، وَالْعَلَمُ النُّورُ في طَخْياءِ الدَّيْجُورِ، الْغائِبُ الْمَسْتُورُ، جَلَّ مَوْلِدُهُ وَكَرمَ مَحْتِدُهُ، وَالْمَلائِكَةُ شُهَّدُهُ، وَاللهُ ناصِرُهُ وَمُؤَيِّدُهُ....)، الى آخر الدعاء.
وهناك كثيرٌ من الأعمال في هذه الليلة المباركة لا يسعها هذا المختصر يمكن مراجعتها في كتاب مفاتيح الجنان للشيخ القمّي.
ولهذه الليلة ميزةٌ خاصّة عن باقي الليالي، وممّا زاد هذه الليلة شرفاً هو ولادة نور من الأنوار المحمّدية عند سحر يوم الخامس عشر من شعبان في سنة (255هـ)، وقد بشّرتنا الروايات الشريفة بهذا المولود العظيم الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ألا وهو الإمام محمد بن الحسن المهديّ، أرواحنا له الفداء وعجّل الله تعالى فرجه الشريف وجعلنا من أنصاره المنتجبين