هذه الفتوى المباركة التي قوبلت بالاستجابة العظيمة من قِبل أبناء شعبنا الغيارى، الذين هبّوا شيباً وشبّاناً للدفاع عن وطنهم، تسجّل بحروفٍ من ذهب، فهي التي شحذت همم كلّ العراقيّين على حدٍّ سواء، وما كان من الذين لبّوا نداء المرجعيّة إلّا أن يقدّموا أرواحهم فداءً للعراق، ضاربين أروع أمثلة الشجاعة والبطولة والإقدام، ومقدّمين أعظم الملاحم التي لم ولن ينساها أبناء الرافدين مدى الدهر، بل ستُدرّس الى الأجيال اللاحقة.
أبناءُ الفتوى لم يخرجوا تلبيةً لها إلّا لعلمهم وتيقّنهم بأنّ الانتصار على أعتى مجرمي الأرض ما هو إلّا مسألة وقت، فقاتلوا حتى الرمق الأخير وزلزلوا الأرض تحت أقدام عدوّهم الإرهابيّ، الذي تلقّن درساً قاسياً بيّن له المعدن الحقيقيّ لأبناء هذه البلاد وأبناء مرجعيّتها الحكيمة الرشيدة، التي كانت وما زالت وستستمرّ حاضنةً وصمّام أمانٍ لكلّ أبناء الشعب العراقيّ بمختلف انتماءاته، وخيمةً يستظلّون تحتها يوم لا خيمة تظلّهم.