مضيفاً: "استهداف شرائح المجتمع يأتي على نوعين، استهداف الشرائح التي تنتظم في سلك التربية والتعليم وهي وفق المراحل الدراسيّة المعروفة، وهناك خطٌّ آخر وأقصد به شريحة الكبار الذين لم ينتظموا بهذه التراتبيّة المعهودة، وواقعاً هذه الشريحة تسبّب إرباكاً كبيراً في المجتمع لا سيّما في المجتمعات المؤسّساتيّة".
وتابع معن: "لذا دأبت العتبةُ العبّاسية المقدّسة على تخليص مجتمع المؤسّسات العامل داخل تشكيلاتها من هذه الآفة الكبيرة -آفة الأمّية-، وعملت على رصد الذين لا يمتلكون مهارتي القراءة والكتابة أو يمتلكونها لكن بمستوى ضئيل، فعمدت الى تشكيل برنامج محو الأميّة لمنتسبي العتبة المقدّسة، واستمرّ هذا البرنامج وانتقل من أروقتها الى الأقضية والنواحي المحيطة بمركز المدينة فضلاً عن مركزها، للمساهمة مع الأجهزة الحكوميّة في وزارة التربية على الانتقال والارتقاء بالمجتمع من المستوى الأمّي الى المستوى غير الأمّي".
مبيّناً: "ثمّ جاءت المبادرةُ الطيّبة من فرقة العبّاس(عليه السلام) القتاليّة وهي مبادرةٌ ينبغي الوقوف عندها بإكبار، لتُكمل ما بدأته العتبةُ العبّاسية المقدّسة، فكانت هذه المبادرة ليست فقط لتعليم المقاتلين مهارتي القراءة والكتابة، وإنّما للارتقاء بأساليب القتال في ساحة الوغى فكانت خطوةً في الاتّجاه الصحيح، وهذا الملتقى في هذه القاعة هو جزءٌ من مشروع ينبغي أن يوسّع وهو التكاتف بين الأجهزة الحكوميّة وغير الحكومية للارتقاء بمجتمعنا لينتقل من مستوى لا يعلم الى مستوى يعلم".
واختتم: "نتمنّى أن تستمرّ مثل هكذا مبادرات ليس فقط بمحو أمّية القراءة والكتابة، وإنّما أن يبدأوا بمحاربة أنواع أخرى من الأمّية التي بدأ المجتمعُ العالميّ بالتخلّص منها، للقضاء على الفجوة بين شرائح المجتمع، فالحديث الآن ليس فقط عن محو أمّية القراءة والكتابة بل عن محو الأميّة الرقميّة".