بخشوع وإجلال: أُبدِلَ عَلَمَي قُبَّتَي حَرَمَي الإمام الحسين وأبي الفضل العباس(عليهما السلام) إلى اللون الأسود إيذاناً ببدء شهر محرم الحرام 1434هـ.

جانب من المراسيم
الخشوع والإجلال، هي السمات التي طغت على مراسيم عملية تبديل رايتَي قبتي حرمي الإمام الحسين وحامل لوائه أبي الفضل العباس (عليهما السلام)، وذلك من اللون الأحمر إلى اللون الأسود إيذاناً ببدء شهر محرم الحرام 1434هـ، وقد تمت مساء اليوم الخميس 29 ذو الحجه1433 هـ، الموافق 15 تشرين الثاني 2012 م وبمشاهدة ملايين المؤمنين في شتى أنحاء الأرض، وبحضور مئات الآلاف منهم، والذين غصت بهم العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، وساحة ما بين الحرمين.
العملية تجري سنويا وترمز إلى بدء السنة العربية الهجرية، بشهر محرم الحرام الذي استشهد فيه ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله, الإمام الحسين عليه السلام، وأهل بيته وأصحابه في ملحمة الحرية، ملحة الطف الخالدة.
اما وجود مراسيم بهذا الحجم تضم العديد من الفقرات العزائية المختلفة، فهو أمر جديد بادرت به إدارة العتبتين المقدستين قبل بضع سنوات بعد سقوط الطاغية في 9/4/2003، إظهارا لشعائر الله، وترسيخها بشكل أعمق، فقد تقرر إثر ذلك إجراء تلك المراسيم كما هي عليها الآن، وذلك بعد انقضاء يوم 29 ذي الحجة من كل عام، بعد أداء صلاتي المغرب والعشاء من ذلك اليوم، فان تمت الرؤيا الشرعية لهلال شهر محرم الحرام طبقا لما يرد من مكتب المرجع الديني الأعلى أية الله العظمى السيد على الحسيني السيستاني، يتم إعلان ذلك خلال المراسيم، وهذا ما جرى هذا العام 1434هـ.
وشاء مقدر الأمور أن تصادف ليلة هذه المراسيم هي نفسها ليلة الجمعة حيث أن العتبات المقدسة في كربلاء المقدسة في هذه الليلة تشهد أقبال مئات الآلاف من الزائرين، وهذا الأمر حتم على الأمانتين العامتين للعتبين المقدستين اختصار المراسيم عن السنوات السابقة حيث كانت في حرم أبي الفضل العباس عليه السلام فقط, وبحضور السادة ممثلي المرجعيات الدينية في النجف الأشرف وعدد من الشخصيات الدينية والأكاديمية في البلاد, بضيافة الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة السيد أحمد الصافي وعدد من أعضاء مجلس إدارتها ورؤساء أقسامها ومسؤوليها.
بعد صلاة العشائين في العتبة الحسينة المقدسة وعلى صوت الألحان الجنائزية الحزينة تصاحبها حناجر المؤمنين وهي تصدح "ياحســـين"، أُبْدِلَت الراية في القبة الشريفة لحرم أبي عبد الله الحسين عليه السلام
ومن ثم أنطلق موكب مهيب من العتبة الحسينية المقدسة إلى العتبة العباسية المقدسة لتتم مراسيم تبديل العلم الأحمر لقبة حامل لواء الإمام الحسين عليه السلام، أخيه أبي الفضل العباس عليه السلام.
وقد بدأت المراسيم في العتبة العباسية المقدسة بكلمة لأمينها العام السيد أحمد الصافي والتي بدئها بتحية إلى كل الأحرار بالعالم وإلى كل الموالين لأهل البيت عليهم السلام وإلى كل شخص حمل في قلبه حب الحسين عليه السلام ومن ثم حيا الشعب العراقي الذي مارس الشعائر الحسينية في الأزقة والبيوت والسر والعلن منذ سنين خلت.
وأوضح الصافي في كلمةٍ عظمة وفضائل هذا الشهر الكريم, شهر محرم الحرام، كما بين أنه شهر سُفك فيه دم الإمام الحسين عليه السلام .
مبيناً أنه لولا الحسين عليه السلام لما عرف العالم معنى الحرية ولولا الحسن لما عرفت الصلاة ولا الصيام ولولا ثورته لبقى العالم إلى حد الآن يُمَجِّد الطاغية يزيد عليه اللعنة,
موضحاً على العالم أجمع إن أراد أن يعرف العيش الكريم فلابد له أن يعرف الإمام الحسين عليه السلام و أن يزور زيارة عاشوراء لأن مضامينها جسدت قضية الإمام الحسين وبيّنت أعداءه.
وحرصاً على إشراك كل محافظات العراق في هذه المراسيم فقد قررت الأمانتان العامتان للعتبتين المقدستين أن تقدم محافظة راية كل سنه لتكون في مرقد حامل لواء الحسين أبي الفضل العباس عليه السلام وقد كان الاختيار في هذه السنة لمحافظة السليمانية حيث أستلم الراية نيابة عن الأمانتين العامتين السيد أحمد الصافي من ممثلين عن المدينة .
وبعدها استبدلت بها رايةً حمراء رمزية كانت منصوبةً على سارية فوق منصة الحفل، وليقوم بعدها أحد السادة الخدم برفع الراية السوداء الجديدة على القبة الشريفة.
كما بين عريف الحفل الأستاذ علي الصفار, رُفِعَتْ أكثر من 100 راية سوداء في مختلف محافظات ومدن العراق من الجنوب إلى الشمال تزامناً مع المراسيم الضخمة التي جرت بمشاهدة ملايين المؤمنين من شتى أنحاء المعمورة عبر البث الفضائي للعديد من القنوات العراقية والعربية والأجنبية.
كما بين الصفار أنه سيتم رفع رايات في عدد من الدول العربية والأجنبية بالإضافة إلى الهيئات والمواكب الحسينة في عموم محافظات العراق بالإضافة إلى الجوامع والحسينيات.
كما تم وفي نفس الوقت رفع الراية السوداء على قباب العتبات المقدسة في العراق وكذلك كل المزارات الشريفة .
وتأتي هذه الخطوة لإشعار الناس بأهمية شهر محرم الحرام ولضرورة استقباله وسط أجواء يملأوها الحزن إستذكاراً لأحزان أهل البيت عليهم السلام، فضلاً عن إظهار الصورة المشرقة للعالم اجمع بأن المؤمنين متمسكون بحب أهل البيت عليهم السلام والسير على نهجهم القويم، وإحياء أمرهم رغم كل الظروف, كما يجب علينا أن ندرك هذه الرسالة وأهدافها ليس بالقول فقط وننادي لبيك يا حسين وإنما بالعمل الصالح ونلتزم بما أمر به الله عز وجل.
يذكر أن هذه المراسيم وبهذا الحجم التي تضم العديد من الفقرات العزائية المختلفة، أمر جديد بادرت به إدارة العتبتين المقدستين قبل (6) سنوات, أي بعد سقوط الطاغية في 9/4/2003، إظهارا لشعائر الله، وترسيخها بشكل أعمق، لتكون المراسيم على ما هي عليه الآن، وذلك بعد انقضاء يوم 29 ذي الحجة من كل عام، وحسب ثبوت الشهر الجديد من عدمه, وبعد أداء صلاتي المغرب والعشاء من آخر يوم في السنة الهجرية.