كذلك ممّا جاء في كلمته: "قال العزيزُ الحكيم في كتابه الكريم: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُوْنَ)، أيّها الأعزّة والأحبّة نحن في أحضان مدينةٍ كريمةٍ ننظر الى عطائها بعين الاحترام والتقدير، فشكراً للآباء والأمّهات والتربويّين والطلبة على ما يبذلونه من جهدٍ وعطاء من أجل ديمومة عجلة الإنسانيّة، فلقد بذلتم ما بذلتم وأعطيتم ما أعطيتم فما كان عطاؤكم إلّا مفخرة، وما بذلتم من شهداء وأعطيتم من جهود كلّ ذلك في عين الله ورسوله وأهل بيته(عليهم السلام)".
وأضاف: "إنّ الله تعالى ناظرٌ الى هذه الأعمال، فكيف نحافظ على هذه الإنجازات العظيمة والمفخرة الكريمة التي تفخرون بها، وفي مقدّمتها ما قدّمته هذه المدينة من شهداء في سبيل تحرير العراق، وكيف نحافظ على هذه الدماء التي أُريقت من أجل رفعة اسم هذا البلد وهذا الدين القويم الذي جاء به رسول الله(صلّى الله عليه وآله)".
وأكّد: "إنّ العتبة العبّاسية المقدّسة تولي اهتماماً كبيراً لاستخراج الطاقات والمواهب وتعمل على تنميتها، وتسعى لتطوير هذه الطاقات الشبابيّة فهي أمل ومستقبل هذه الأمّة، فهم نتاج الجهد الذي بذله الآباء من تربيةٍ صالحة انعكس على تطوير الأداء العلميّ تطبيقاً للحديث (كلّكم راعٍ وكلّكم مسؤولٌ عن رعيّته)، وإنّ العتبة العبّاسية المقدّسة سبّاقةٌ في كلّ المجالات وليس في هذا المجال فحسب، من أجل رفع مستوى الإنسان ليكون بمستوى الزمن وضروراته".
وأشار الشيخ الكربلائيّ: "أنتم قد فعلتم ما فيه الكفاية ونحن في أحضان هذه المدينة المباركة بشبابها وشهدائها، وبهذا النضوج الفكريّ كلّ الذي نتمنّاه أن نكون بمستوى التحدّيات وأن نحافظ على هذه المبادئ وهذه القيم، من أجل أن نصل الى مستوى نصرة صاحب الزمان(عجّل الله فرجه الشريف) وأن نكون بالمستوى المطلوب أمام العالم".
وتابع: "إنّ ما قدّمته هذه المحافظة من شهداء كبقيّة المحافظات هو دليلٌ على التربية والوعي الصالح الذي جعل منهم بهذا المستوى أن يكونوا مفخرةً للعالم".