وأضاف: "الأعمال بهذا المشروع تندرج ضمن مشروع إكساء الحرم والصحن الطاهرين لضريح أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، حيث تمّ تقسيم الصحن الى أجزاء ويكون الانتقال من جزءٍ الى آخر بصورةٍ تتابعيّة حسب كلّ مرحلة وبما لا يؤثّر على حركة الزائرين، ومسك الختام كان في الجزء المحصور بين بوّابتي صاحب الزمان والإمام الحسين(عليهما السلام) أي في الجزء الغربيّ من الصحن المطهّر وتحديداً في المساحة المحصورة بينهما وبين بوّابة القبلة".
مبيّناً: "إنّ الأعمال في هذا المشروع لم تقتصر على الإكساء وحسب، بل كانت هناك أعمالٌ تحضيريّة تكفّل بأغلبها قسمُ الصيانة الهندسيّة الذي يُعدّ شريكاً أساسيّاً في إنجاز هذا المشروع، وشملت عمل قاطعٍ معدنيّ لإتاحة الفرصة للعاملين من أجل إنجاز أعمالهم وإزالة المرمر القديم وموادّه اللاصقة، ومعالجة الجدار والأرضيّة بموادّ إنشائيّة خاصّة ورفع الأنقاض، فضلاً عن تركيب قطعٍ حديديّة مشبّكة لتثبيت قطع المرمر عليها، كذلك شملت تسليك منظومات الإنارة والكهرباء والاتّصالات والصوتيّات وأخرى للمياه وغيرها، وربطها مع المنظومات الرئيسيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة".
وبيّن الصائغ: "إنّ المرمر الذي استُخدِم في أعمال الإكساء هو من نوع (ملتي الاونكس) الذي أُجريت عليه عدّة فحوصات فنّية وهندسيّة من ناحية التحمّل وثباتيّة اللّون والسُّمْك، إضافةً الى مواصفاتٍ أخرى جعلت هذه القطع المرمريّة غاية في الجمال والروعة، مع إضافة أشكال زخرفيّة مرمريّة تكون على جانبي كلّ إيوان حافظت على التناغم والتناظر فيما بينها من جهة ومن جهةٍ أخرى فيما بينها وسائر ما محيط بها".
يُذكر أنّ حرم وصحن أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) قد شهد تنفيذ جُملةٍ من المشاريع التي وُضعت تبعاً لمخطّطاتٍ زمنيّة ومكانيّة خاصّة تتناسب مع كلّ مشروع وخصوصيّاته، لتُختتم هذه السلسلة من الأعمال بمشروع لا يقلّ أهميّةً عن باقي قريناته، ألا وهو مشروع إكساء الحرم الطاهر والصحن الشريف وأواوينه بالمرمر، الذي شهد آخر إكساءٍ له منذ سبعينيّات القرن الماضي.