وأضاف: "تشاهدون اليوم تجسيداً فاعلاً لرؤية العتبة العبّاسية المقدّسة التي تركّز عليها في مشاريعها كلّها، في إعادة الثقة بالعقل العراقيّ من خلال خطوةٍ جديدة في درب إعادة إحياء عبارة (صُنع في العراق)، التي انحسرت عن التداول بفعل المنتج الأجنبيّ، الذي شاع في حياتنا كلّها وغطّى المشهد كلّه أو كاد، وقد تعاقبت المشاريع التي تبنّتها العتبةُ العبّاسية المقدّسة مانحةً فيها الثقة لأبناء البلد، موفّرةً فرص عملٍ ومجال إبداعٍ في كافّة الميادين الصناعيّة والزراعيّة والتجاريّة أو الخدميّة، عملاً بمبدأ الاكتفاء الذاتيّ وترجمةً صادقة لرؤية سماحة المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة السيد أحمد الصافي (دام عزّه)، فكانت الحصيلة أن سجّلنا العتبة العبّاسية المقدّسة في مضمار صياغة الشبابيك، وأدخلنا العراق لأوّل مرّةٍ في تاريخه ضمن قائمة الدول القليلة المصنّعة".
وتابع: "كانت الحصيلة قبل سنوات الشبّاك الشريف لمرقد مولانا أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) المصنوع بفخر بأيدي خُدّامه، لقد شكّل ذلك المنتج -وقتذاك- تحدّياً بالغاً لأهل الاختصاص في الدول الأجنبيّة، وذلك أنّه صُنع بمواصفاتٍ عالية الجودة من دون مثالٍ يُقتدى أو نموذجٍ ماثل، فلا مخطّطات ولا تصاميم، وليس هناك سوى عزمٍ وإصرارٍ تحدوهما نيّةٌ صادقة في الخدمة وتقديم الأبهى والأجمل".
وأشار الموسوي: "نجتمع اليوم أيّها الإخوة لنرى تحفةً سَنيّةً أُخرى، لنرتّل معاً آيةً أخرى من آيات الفنّ، تتجلّى فيها جماليّاتُ النقش والزخارف، يقدّمها خَدَمةُ المولى أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) في مصنع السقّاء لعمل شبابيك الأضرحة والمزارات الشريفة التابع للعتبة العبّاسية المقدّسة، الى ملايين الأفئدة التي تهفو الى مراقد أهل البيت(عليهم السلام) ومزاراتهم، لتلاوة آيات الودّ جزاء أجر الرسالة المحمديّة الخالدة، التي بها عرفوا الحقّ واتّبعوا الصواب، فأُخرِجوا من ظلمات الجهل الى نور الإسلام".
وواصل: "نعلن هنا إنجاز شبّاك ضريح سيّدي ومولاي القاسم بن الإمام الكاظم(عليهما السلام)، وبالدقّة المتناهية والدقّة الفنيّة العالية التي لا شكّ أنّكم سترونها، وستسمعون تفاصيلها في الكلمة التالية".
وأكّد: "ليس لنا هنا إلّا أن نشيد بكلّ من يقتنع معنا بأنّ العقل العراقيّ أهلٌ للابتكار والإبداع، وبكلّ من يدعم قناعته هذه برأيٍ أو خطوة فعّالة، وليس لنا وله من غاية سوى بلدنا العزيز وأهله".
واختتم الموسوي: "نشكر خدمة المولى أبي الفضل(عليه السلام) في مصنع السقّاء لعمل شبابيك الأضرحة الشريفة وأبوب المراقد المطهّرة، وهم يتبعون الخطوة بالأخرى في درب الإبداع والتميّز، ونُثني بأزكى كلمات الشكر وعبارات الوفاء للأخوَيْن المتبرّعين الحاج محمد حسين علي نعمة والحاج عبد الستار علي نعمة، وهما يهبان ما أنعم الله به عليهما في سبيل البيوت التي أذِنَ الله لها أن تُرفع ويُذكر فيها اسمُه، وتُخلّد فيها رسالة نبيّه (صلّى الله عليه وآله وسلم)".