حيث أنّ هذه القصيدة كانت من نظم أمير الشعراء المرحوم كاظم منظور الكربلائي على وزن (الدارمي)، وأنشدها الصوت الخالد المرحوم حمزة الزغير، واصفاً بها فجيعة سيّدة الحزن وجبل الصبر زينب بنت علي بن أبي طالب(عليهما السلام)، وهي تشاهد إخوتها فوق رمال كربلاء شهداء وتحتسبهم عند مليكٍ مقتدر.
حتّى هذا اليوم وأهالي كربلاء ينتظرون هذا الموسم، ليُطفئوا جمرَ قلوبهم الملتهب باستذكار تلك الفاجعة الأليمة، حيث نظمُ القصائد وإقامةُ مجالس العزاء وتسييرُ مواكب الخدمة ومواكب اللطم إحياءً للشعائر الحسينيّة، ولكنّهم ما استغنوا عن موروثهم الأدبيّ من الشعر الحسينيّ، فترى الهيئات الحسينيّة والمواكب تصدح بقصيدة (يابن امّي عالتربان عفتك رميّة) التي أنشدها قبل أكثر من خمسين عاماً الرادود حمزة الزغير(رحمه الله)، والتي جاء في مطلعها:
يابن امّي عالتربان عفتك رميّة *** عين العمه ولا شوف ذيچ المسيّة
يـاخـويـه خـلّـيـنـاك عـالغبرة عاري *** مـغـسّـل بـفـيـض دماك والچفن ذاري
روحـي بگت ويـّاك والـجـدم سـاري *** أمـشـي وديـر الـعـيـن لـلـغاضريّة