خرجت قافلةُ السبايا من الكوفة إلى الشام تتقدّمها رؤوسُ الشهداء التي خلّفت أجسادها في صحراء الطفّ، وفي مقدّمتها رأسُ الإمام الحسين(عليه السلام) وسارت خلف الرؤوس النساءُ والأطفالُ، وفي مقدّمتهم السيّدة زينب(عليها السلام) بطلة كربلاء، وقد تسلّمت مهامّ النهضة الحسينيّة ضدّ الطغاة، وهي مهمّة الجهاد بالكلمة لا بالسيف، وكان معها ابنُ أخيها الإمامُ زين العابدين(عليه السلام) الذي وُضعت بيده السلاسل وجُمِعت إلى عنقه، وحُمِلوا جميعاً على أقتاب الإبل التي كانت بغير وطاءٍ ولا غطاء (هو الرحل غير الممهّد الذي لم يوضع عليه ما يُخفّف من خشونته، ووعورته من قماشٍ وغيره) وراحت القافلةُ تخترق الصحاري والقفار متوجّهة الى دمشق.