وقد بيّن السيّد الصافي: "إنّ الفريق الطبّي قد اكتفى بالتخدير الموضعيّ وكان السيّد يتكلّم مع الفريق الطبّي المشرِف على العمليّة، والشيء الذي أبيّنه الآن هو لكم وللتاريخ أنّ سماحته لم يدعُ لنفسه قطّ، ولم يقلْ اللهمّ اشفِني وعافِني وإنّما كان يدعو للعراق، وهذا كان قبل العمليّة وأثناء العمليّة وبعدها.
كلّ كلامه هو أنّ لسانه يلهج بالدعاء لحفظ العراق والعراقيّين، وأعتقد أنّ هذه رسالة واضحة للعراق وأهله، لكي يشكروا الله تعالى على نعمة وجود سماحة السيّد، وأنا كنت في خدمته وقلت له: إنّ وجودكم الكريم هو مظهرٌ من مظاهر رحمة الله تبارك وتعالى علينا، وكشعبٍ عراقيّ ندين لكم -يا سيّدنا- بما للدَّيْن من حقوق، ونسأل الله أن يرينا العراق آمناً مطمئنّاً زاهراً، وتنعم بأن ترى -يا سيّدنا- هذا البلد وأنت تجني ثمار هذه النصائح والإرشادات خلال هذه الفترة الطويلة".
الدكتور إحسان الفرج وهو أحد أعضاء الفريق الطبّي بيّن كذلك أنّ سماحة السيّد طوال إجراء العمليّة كان يدعو للعراق والعراقيّين.
أمّا الشيخ مرتضى الحلّي أحد طلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف، بيّن من جانبه: "إنّ عدم دعاء سماحة المرجع الأعلى السيّد السيستاني(دام ظلّه الشريف) لنفسه وهو في أشدّ حالات التألّم، وتركيزه على الدعاء للعراق والعراقيّين جميعاً لم يكن جزافاً ودون حكمةٍ، إنّما هو رقيّ سلوكٍ واعٍ في بلوغ أعلى درجات الإيثار ومحبّة الخير للآخرين وخلوص التربية العباديّة والعقائديّة والروحيّة، بحيث قدّم لنا رسائلَ واعيةً وعاجلةً في ضرورة مُراعاة شأن الوطن والانتماء إليه والمحافظة عليه بل والتضحية دونه، ولذا قد أفتى بالدفاع الكفائيّ وأجهدَ نفسه من أجل العراق وأهله وقِيَمه وأهمّيته وإصلاحه حاضراً ومُستقبلاً".