التصميم الخاص بالتذهيب
ويأتي هذا بعد النجاح الذي تحقق في أعمال تذهيب منائر حرم أبي الفضل العباس عليه السلام، ومآذن مزار السيد محمد بن الإمام علي الهادي عليهما السلام، وبعد أن امتلكت الكفاءات العراقية الخبرة الكافية في هذا المجال والتي أصبحت تضاهي بل تتفوق على الأعمال المشابهة والمنفذة بعمالة أجنبية، حيث واصل قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدسة سعيه لتنفيذ مشاريع مماثلة في باقي عتبات ومزارات العراق الشريفة والاستمرار بتقديم الأكثر والأفضل ضمن خطته الداعية والداعمة إلى مواكبة التطور العلمي والعمراني العالمي.
وشملت الخبرة المحلية عمليات التصميم والتصنيع وما يتضمنها من أعمال صناعة البلاطات النحاسية والطرق واللصق لشرائح الذهب الخالص والتطعيم بالمينا والنقش وما يستتبعها من الفحوصات النوعية والبناء والتركيب.
هذا بحسب ما تحدث به لشبكة الكفيل رئيس قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدسة المهندس ضياء مجيد الصائغ وأضاف "قام قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدسة وبتوجيه مباشر من الأمانة العامة للعتبة المقدسة وديوان الوقف الشيعي، باعداد الدراسات الخاصة بالتصميم، والتي بٌنيت على نتائج الفحوصات الأولية للقبة الشريفة والمآذن، حيث شرع القسم بمرحلة التصميم وإعداد نموذج البلاطة (الطابوقة) الذهبية والكتائب القرآنية ونوعية الخط وحجم ونوعية الذهب والنحاس المستخدم للبلاطات، كذلك تحديد كمية الذهب المُستخدم ونوع المينا، وتحديد طريقة طرْقِ الذهب على هذه البلاطات".
موضحاً " حيث تمت المصادقة على التصميم من قبل الدائرة الهندسية في ديوان الوقف وباشراف قسم الشؤون الهندسية والفنية في العتبة العلوية المقدسة".
وبيّن الصائغ مراحل المشروع قائلاً " المشروع سيشمل أولاً مرحلة اختيار التصميم ومرحلة قلع الطابوق الذهبي القديم وتقوية القبة والمِئذنتين وصيانتهما من الخارج ومعالجة تشقاتهما وأضرارها بطلائها بمادة الأبيوكسي لزيادة تماسكها، ومرحلة التذهيب والمينا، وتجري هذه المراحل على القبة والتي يبلغ قطرها من الخارج (16.6) م، فيما يبلغ محيطها من الخارج(51.85) م، تعتليها رمانة تغلف بالطابوق الذهبي وبأحجام مختلفة تصغر كلما وصلت القمة، ويطوق القبة الشريفة من الخارج شريط من المينا الزرقاء بارتفاع(1.46م)، يٌنقش عليه بحروف ذهبية بارزة آيات كريمة، أما المآذن (المنائر) والتي تقع على جانبي الإيوان الذهبي المدخل الرئيسي لرواق الحرم المطهر ضمن منطقة فناء الحرم(الطارمة) فيبلغ ارتفاع المئذنة الواحدة منها إلى(29م)، وتحاط المئذنتان بشريط عريض كُتب عليه آيات قرآنية بصفائح ذهبية على المينا الزرقاء وفوق الشريط توجد مقرنصات ذهبية بارزة، ثم تليها شرفة المؤذن التي يصل ارتفاعها إلى(2.25 م)، وقطرها عند قاعدتها(1.8م) وقطرها من الأعلى(1.25م)، ويعلو شرفة المؤذن اسطوانة رفيعة يصل قطرها إلى أكثر من متر واحد تقريباً، ترتفع إلى أربعة أمتار وتنتهي بقبة ذهبية مفصصة، يعلوها عمود يتضمن كرتان معدنيتان، ويبلغ ارتفاع هذا العمود مع لفظ الجلالة(1.6م)، وتبلغ المساحة الكلية للقبة الشريفة مع المآذن حولي 1000م2 ".
وأوضح الصائغ " إن أعمال تصنيع البلاطات الذهبية تجري داخل شعبة التذهيب والمينا في قسم المشاريع والتي يتم تقطيعها هندسياً وفق قياسات دقيقة وحساسة أخذت مسبقاً، من أجل أن يطابق استدارة القبة الشريفة والمآذن كون قطرهما يصغر كلما ارتفعنا، كذلك مطابقتها لعملية وضع (المينا) التي تتطلب استوائية وانحناء هندسيّاً محسوباً بدقة لا يمكن تجاوزها، وهذه المرحلة تجري بحِرَفية تامة".
وعن نوعية الذهب ومواصفاته قال" استخدم في عمليات التذهيب، الذهب عيار (24) وبقياسات مختلفة وبوزن(10)غرام ذهب خالص لكل بلاطة ذهبية والتي يبلغ سمكها 2ملم, وباستخدام أفضل التقنيات من ناحية العمر الافتراضي، وهي تقنية الطَرقْ على جلد الغزال".
مضيفاً " أهم مايميز هذا المشروع هو استخدام الخطوط والزخارف والآيات القرآنية المنقوشة على الذهب المطعّم بالمينا الحارّة، والتي تعتبر من اجود انواع المينا التي تتفاعل مع النحاس، حيث تتميز بمقاومتها وبريق لونها، كذلك حداثة عملية ربط هذه البلاطات الذهبية باستخدام طريقة الوصلة بواسطة البراغي، وهي من الطرق التي لاتؤثر عليها ولا على مظهرها الخارجي، عكس الطريقة القديمة (البراجم) والتي لها عيوب تظهر مستقبلاً على لون وشكل البلاطة الذهبية، أما الكتائب القرانية فسيتم خطها على يد أمهر الخطاطين العراقيين وبشكل يتناغم مع الخطوط المستخدمة في العتبة والتي كانت مستخدمة في القبة الشريفة والمأذنتين" .