الى

مواكبُ العزاء (الزنجيل) تجدّد عهد الوفاء والبيعة عند مرقدي الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العبّاس (عليهما السلام)

توافدت الى المرقدين الطاهرين لأبي عبد الله الحسين وأخيه أبي الفضل العبّاس(عليهما السلام)، صباح هذا اليوم (16 صفر 1442هـ) الموافق لـ(4 تشرين الأوّل 2020م)، مواكبُ العزاء الحسينيّة (الزنجيل)، معلنةً بدء صفحةٍ جديدة من صفحات العزاء الأربعينيّ موكباً تلو الآخر، ومن أغلب محافظات العراق حسب جدولٍ زمنيّ ومكانيّ أعدّه قسمُ الشعائر والمواكب الحسينيّة التابع للعتبتين المقدستين الحسينيّة والعبّاسية لهذا الغرض، وستستمرّ ليومين معزّين بهذه الفعاليّة العزائيّة الإمام الحجّة بن الحسن(عجّل الله فرجه)، لاطمين الصدورَ ساكبين الدموعَ مستحضرين مشاهدَ من واقعة الطفّ الأليمة، ليجدّدوا بذلك عهدهم وولاءهم ونصرتهم لسيّد الشهداء(عليه السلام).
يأتي ذلك وسط إجراءاتٍ احترازيّة وقائيّة مشدّدة سواءً من القائمين على المواكب، أو من قِبل خَدَمة العتبتَيْن المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية، مراعين تطبيق جميع الإجراءات الصحّية الموصى بها من قِبل المرجعيّة الدينيّة العُليا والجهات ذات العلاقة، التي تحثّ على تحقيق مبدأ التباعد الاجتماعيّ واتّخاذ جميع السُبُل الوقائيّة، من لبس الكمّامات والكفوف إضافةً الى التعقيم، وذلك مراعاةً للظرف الحالي وتداعيات انتشار وباء كورونا.
رئيسُ قسم الشعائر والمواكب الحسينيّة الحاج رياض نعمة السلمان بيّن لشبكة الكفيل: "تُعدّ فعّالية مواكب عزاء (الزنجيل) من الفعّاليات العزائيّة الرائجة لموسم الأربعين، وكانت نقطة انطلاق هذه المواكب من شارع قبلة الإمام الحسين(عليه السلام) مروراً بصحنه الطاهر، حيث ألقوا فيه القصائد التي تبيّن مدى الألم الكبير الذي يعتصر قلوبهم بمناسبة هذه الذكرى العظيمة وهي ذكرى أربعينيّة سيّد شباب أهل الجنّة (عليه السلام)، ثمّ توجّهوا بعد ذلك الى صحن أخيه بطل الطفوف وحامل لوائه أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، قاطعين ساحة ما بين الحرمين الشريفين لطماً وبكاءً ليصلوا عند ضريح سيدّ الماء، وهناك انهالوا مرّةً أخرى بأشدّ أنواع البكاء مصحوباً بأشجى المراثي التي صدحت بها حناجرهم حزناً على أعظم المصائب التي مرّت على الأمّة الإسلاميّة".
يُذكر أنّ مواكب الزنجيل تكون على شكل خطّين طويلين من المعزّين وهم يتحرّكون بصورةٍ متوازية، يمتدّان على طول جانبي المسار الذي يمرّون به، وفي الوسط عددٌ من الشباب يرفعون الرايات، وكان الدمام يضرب بصوتٍ جهوري والنقارة تقرع بصوتٍ عالٍ، ومعهما ترتفع الزناجيل وتستقرّ على ظهور المعزّين بروحٍ حاملةٍ الإيمانَ العميق، وقد اصطفّت جموعُ الزوار الكرام على جانبي الشارع وهم يتابعون بشغفٍ كبير تدفّق المواكب الحسينيّة، التي تبتهج بها الروح وتزيدها تعلّقاً وإيماناً بأهل البيت الأطهار(عليهم السلام).
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: