الى

محمد السراج: سياسة وزارة التعليم العالي انسجمت مع توجيهات المرجعية الدينية العليا وركّزت على بناء الإنسان العراقي..

د. محمد السراج
سياسة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتي انسجمت مع توجيهات المرجعية الدينية العليا وركّزت على بناء الإنسان العراقي، جاء هذا ضمن الكلمة التي ألقاها خلال حفل افتتاح مهرجان ربيع الرسالة الثامن رئيس اللجنة التحضيرية الدائمة لمؤتمر الأكاديميين السابع والذي يقام ضمن فعاليات المهرجان المذكور الدكتور محمد عبد عطية السراج.
وقد رحّب في مقدمة كلمته بالحضور الكرام مؤكّداً: "أنها لموقف عسير أن يصف الإنسان سيّد البشر وإمام الرسل وصفوة الخلق أبا القاسم محمداً(صلى الله عليه وآله) وأن يكون ذلك في حرم سيد الشهداء وأبي الأحرار وحامل لوائهم الى كل فضيلة الإمام الحسين(عليه السلام) .
وبيّن: "أن رسول الله(صلى الله عليه وآله) حمل هذه الرسالة وبلّغ القرآن للبشرية، فكانت حياته مثالاً رائعاً وفذّاً للرحمة فتجسدت فيه معانيها وفاضت بها نفسه حتى قال عنه بعض صحابته: (كان أرحم بنا من أنفسنا) ولولا تطبيقه(صلى الله عليه وآله) عملياً لجميع قيم الرسالة ومبادئها لما أمكن للبشرية أن تعرف المعنى الحقيقي والتجربة الواقعية والمثال الحي للمنهج الرباني الذي يعلّم الناس كيف يلتقون على عقيدة واحدة، تتجاوز الفوارق الجنسية والجغرافية ويكوّنون نظاماً اجتماعياً يحقّق انسانية الإنسان في منهج متناسق متوازن بين الروح والجسد، وبين الفرد والمجتمع وعلى هدي الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) مضى حفيده الإمام الصادق(عليه السلام) فأسّس مع أبيه أعظم مدرسة علمية في تاريخ الإسلام يكفيها فضلاً أن أئمة جميع المدارس الإسلامية تدين لها بالفضل والتلمذة.
وأضاف: "نغتنم هذه المناسبة المباركة وانطلاقاً من سياسة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتي انسجمت مع توجيهات سماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني(دام ظله الوارف) التي تركّزت على بناء الإنسان العراقي، وجدنا من الضروري في المرحلة الراهنة التركيز على تطوير المناهج الإنسانية وفي مقدمتها مناهج العلوم الإسلامية للحاجة الماسّة لهذه العلوم في إعادة بناء شخصية ونفسية الإنسان العراقي التي تعرّضت الى سلسلة من الانتكاسات ابتداءً من انعكاسات الحرب في عام(1980) ومروراً بظروف الحصار الاقتصادي في عقد التسعينات وانتهاءً بالإرهاب الذي رافق التغيير بعد عام (2003) حيث أن هذه المناهج لم تتعرّض الى تغيير حقيقي وجوهري لها بعد التغيير، وإنما كانت هناك محاولات متواضعة، نتائجها لم ترَ النور على أرض الواقع حيث بدأ مشروع تحديث وتطوير مناهج العلوم الإسلامية أواخر عام (2011) وبمشاركة عدد من الشخصيات الأكاديمية الإسلامية المعتدلة والمدارس والشخصيات الدينية المعروفة في داخل العراق وخارجه والتي تركّزت على المحاور التالية:
أوّلاً :المناهج الدراسية ومفرداتها .
ثانياً: الدراسات العليا وآلية القبول والسياسة العامة لعناوين الرسائل والدكتوراه في الاختصاصات الإسلامية .
ثالثاً: استحداث الأقسام التي تواكب العصر وإعادة النظر بالأقسام القديمة والتوحيد بين الأقسام المتشابهة مثل أقسام الإرشاد والخطابة وحوار الأديان.
رابعاً: التجارب الدولية في هذا المجال في لبنان والجمهورية الإسلامية الإيرانية وتركيا وغيرها.
خامساً: التدريسيين وسبل تطوير قابليتهم بما ينسجم مع أصالة الدين الإسلامي والدعوة الى التأليف المشترك .
وأوضح السراج: "قد أشارت تقارير منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة عام(2012م) تحت عنوان: (الهوية الوطنية للمناهج الدراسية في العراق ) أن نسبة المعيار الوطني للقيم في المناهج الإسلامية قد ارتفعت من 10% قبل عام(2003) الى ما يقارب الـ35% من المحتوى حالياً مستمدة من سلوك الشخصيات والرموز الإسلامية وفي مقدمتها سيد الأنبياء والمرسلين وأهل بيته الطيبين الطاهرين في التضحية والإيثار وتجسيد مبادئ الإسلام في الدفاع عن الوطن والأرض والتصدي للأعداء ومقارعة الظلم والظالمين وحماية حقوق الإنسان وغيرها .
وأضاف: "على هامش فعاليات مهرجان ربيع الرسالة الثقافي العالمي الثامن سيتم عقد المؤتمر العلمي السابع للأكاديميين وتحت شعار: (بالنور المحمدي نكتب.. نبدع.. نتصدّى..) ويسعى المؤتمر الى تحقيق الآتي:
1. تسليط الضوء على القرآن الكريم والسيرة الشريفة بمنهج معاصر والدعوة الى الإسلام الأصيل .
2. الإسهام في رصّ صفوف الأمة الإسلامية وبثّ ثقافة التسامح فيها .
3. مواجهة الاختراق الثقافي الذي يستهدف الإسلام كتاباً وسنة .
4. مواجهة ثقافة التكفير بثقافة الحب والتآلف والتعاون .
ولتحقيق هذه الأهداف تم اعتماد سبعة محاور للمؤتمر هي:
1. الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) في القرآن الكريم قراءة معاصرة .
2. شخصية الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) عند غير المسلمين فكراً وأدباً .
3. مواصفات القائد في السيرة النبوية الشريفة .
4. خطاب الوحدة والتسامح في الكتاب والسنة .
5. الاختراق الثقافي للأمة الإسلامية: التحديات والمواجهة .
6. ثقافة التكفير جذورها وآثارها وسبل مواجهتها.
7. مدرسة الإمام الصادق(عليه السلام) الامتداد الشرعي لمدرسة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله).
موضّحاً: "استقبلت اللجنة التحضيرية لمؤتمر الأكاديميين العلمي السابع الذي يقام من الخامس عشر الى السابع عشر من ربيع الأول الموافق للسابع عشر حتى التاسع عشر من كانون الثاني من العام الحالي، البحوث العلمية المقدمة للمؤتمر وقد بلغ عددها (60) بحثاً من الجامعات العراقية والمراكز البحثية فيها وقبلت اللجنة العلمية للمؤتمر (39) بحثاً منها مراعية مدى موافقتها لمحاور المؤتمر وتم استبعاد (21) بحثاً".
في ختام كلمته قدّم بالنيابة عن اللجنة التحضيرية ونيابة عن الأكاديميين شكره وامتنانه الى الأمانتين العامتين للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية لدعوتهما وإقامة هذا المهرجان والكرنفال الثقافي والعلمي والديني.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: