الى

انطلاق المؤتمر الأوّل الخاص بحفظ التراث المخطوط وإحيائه الذي تقيمه مكتبة ودار المخطوطات في العتبة العباسية المقدسة..

الافتتاح
انطلقت صباح اليوم الجمعة(16رجب 1435هـ) الموافق لـ(16آيار 2014م) وعلى قاعة الإمام موسى الكاظم(عليه السلام) فعاليات المؤتمر الأوّل الخاص بحفظ التراث المخطوط وإحيائه، والذي تقيمه مكتبة ودار المخطوطات في العتبة العباسية المقدسة تحت شعار: (احتفظوا بكتبكم فإنّكم سوف تحتاجون إليها).
وابتدأ حفل الافتتاح الذي شهد حضوراً واسعاً لشخصيات دينية وأكاديمية وأستاذة جامعات وعدد من المختصين في هذا المجال، بتلاوة آيات من الذكر الحكيم للقارئ محمد الطيار، لتأتي بعدها كلمة الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة والتي ألقاها بالنيابة مدير مكتبة ودار المخطوطات السيد نورالدين الموسوي، والتي رحّب فيها بالحاضرين وبيّن: "إنّ الله تعالى مَنّ علينا بنعمة العقل، وشرّف بني آدم به دون خلقة، هداه بنور العلم لطلب الحقيقة والبحث عنها والغور في مكنونها لينال ابن آدم شرف وأهلية خلافة الحقّ على الأرض، فكان العلم هو وقود العقل وأداته.
وكما أنه لابُدّ للعقل من علم ينتفع به كان لابُدّ للعلم من علماء ومتعلّمين على مرّ الدهور وكرّ السنين لتبقى شعلة المعرفة متقدة في غياهب الجهل.
فكان أن اصطفى الباري عزّ شأنه من عباده الصفوة والخيرة محمداً(صلّى الله عليه وآله) وأهل بيته الذين ما فتئ القرآن ينعتهم بآية بعد آية، بأولي الألباب، وأهل العلم وأولياء الأمر، ومجعل الرسالة، وأهل الذكر ومدلولات أخر تدل في الظاهر والباطن عليهم(عليهم السلام).. (للاطلاع على الكملة اضغط هنا)
ثم جاءت بعدها كملة مدير المركز الوطني للمخطوطات في العراق الدكتورة أميرة عيدان الذهب والتي بيّنت فيها: "نلتقي اليوم في رحاب الفضل كلّه كي نناقش موضوعاً غاية في الأهمية يحظى باهتمامٍ دوليٍّ واسع ويتّسم بأهمّ معيار من معايير اتفاقية اليونسكو لعام(1972) وهو معيار قيمة الفهم العالمية.
وأضافت: "إنّ التراث المخطوط الذي دُوّن في حُقَب زمنية مختلفة جاء ليوثّق أفكار العلماء والباحثين في مختلف الاختصاصات على مرّ الزمن، والذين دوّنوه في ظروف يعلمها الله ربما على بصيص سراج، ورغم تقادم الزمن على هذا التراث الرقيق إلّا أنّ العناية الإلهية والتي تتكفّل بمنتجات الإنسان ذات الطابع النبيل حفظته ليصل الينا ويكون أمانة وذخراً ويتوزّع في نفس الوقت في عدة مؤسّسات ومكتبات عاكساً ثراءً روحياً وغنى عقلياً لأسلاف رحلوا تاركين وراءهم صدقة جارية على مرّ الأزمان.
مبيّنةً: "أمّا ما يتعلّق بدار المخطوطات العراقية فهي تحوي على مجموعة كبيرة من النفائس اختلفت مواضيعها وأسلوب خطها ولغاتها أيضاً، حيث تشرّفت الدار باحتوائها على كميات كبيرة من المصاحف النادرة التي تنوّعت عائدتيها الزمنية واختلفت مدارس الخط الفني والتزويقي لحاشياتها وأغلفتها بشكل متنوع، كما تحتوي الدار ضمن خزاناتها على أعداد كبيرة من المخطوطات تعود لفترات زمنية مختلفة ولعلوم في مختلف الاختصاصات في الفقه والعلم والأدب وغيرها، فضلاً عن كميات كبيرة من اللوحات الخطية والكثير من الوثائق الخطية".
مؤكّدةً: "أنّ المشرّع العراقي وعى مبكّراً أهمية التراث المخطوط فضمّنه موادّ في قانون الآثار وأعدّ له أثراً تنطبق عليه معايير الحماية والرعاية والإدامة رغم هذه الحقيقة إلّا أنّ الإمكانيات كانت وما زالت بسيطة في الدار الوطنية للمخطوطات العراقية، نأمل من خلال هكذا لقاءات أن نبلور معاً ما من شأنه أن يرتقي هذا الصرح الكبير الى مستوى ما نطمح جميعاً".
وأضافت الدكتورة أميرة: "أنتهز الفرصة للإشارة الى الجهود المتميّزة للعتبة العباسية المقدسة وامينها العام من خلال الاهتمام المتميّز بمجال الآثار والمتاحف والمخطوطات بشكل عام، هذا ما لمسناه من خلال أوّل متحف مقدس أُسّس خارج نطاق هيأة الآثار، هو نتاج العتبة العباسية المقدسة هذا المتحف الذي من خلاله اطّلع العالم على أنفس هدايا يُمكن أن يُقدّمها الإنسان، وهي هدايا محبّي آل البيت(عليهم السلام) إضافة الى ما نلمسه دائماً من دأب الأمين العام للعتبة المقدسة السيد الصافي في خطب الجمعة من التوصيات المختلفة لأصحاب القرار والقائمين على الآثار والتراث بكلّ ما من شأنه أن يدعم إدارة وحفظ وإدامة الآثار والتراث والمخطوطات في العراق".
وفي ختام كلمتها وجّهت باسم جميع المهتمّين بالآثار من موظّفين وباحثين وعلماء الشكر الجزيل لكلّ هذه الجهود داعين الله عزّوجلّ أن يوفّقنا جميعاً لما فيه خير آثار حضارة وادي الرافدين ومنها مؤتمر اليوم الذي نأمل أن نخرج منه بتوصيات واضحة، تكون ناجعة وتضع لنا حلولاً لمجموعة من المشاكل التي نعاني منها في الدار الوطنية للمخطوطات العراقية، وأن نعمل معاً على تطبيق هذه التوصيات على أرض الواقع.
وفي ختام الحفل توجّه الحضور إلى مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة لتكون لهم جولة في مركز ترميم المخطوطات ومركز تصوير المخطوطات وفهرستها التابع للمكتبة المذكورة.
وأخيراً أعلن عريف الحفل أنّ وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية أهدت مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة عشرة آلاف نسخة مخطوطة تراثية على الأقراص المدمجة من جامعة بغداد / مخطوطات كلية العلوم الإسلامية، دعماً لمخطوطات العتبة العباسية المقدسة.
ومن الجدير بالذكر ستشهد قاعة الإمام موسى الكاظم(عليه السلام) عصر اليوم الجمعة(16رجب 1435هـ) الموافق لـ(16آيار 2014م)، عقد جلسة نقاشية خاصة بالمركز وتشتمل على محاور عديدة.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: