الى

خلال لقائه بمجموعة من الطلبة المتفوّقين، السيد الصافي: لابدّ من خلق حالة من التوازن بين الجانب العلمي والأخلاقي..

السيد الصافي
تثميناً لما بذلوه من جهد وتفانٍ خلال العام الدراسي وامتيازهم على بقية أقرانهم بالدّرجات العالية والتحصيل العلمي المميّز، قامت العتبة العباسية المقدسة بتكريم الطلبة الأوائل المتميّزين من محافظة واسط (منطقة الحي) ومن طلبة المرحلة الإعدادية والمتوسّطة، وذلك عصر اليوم الجمعة (23رجب 1435هـ) الموافق لـ(23آيار 2014م) وعلى قاعة الإمام موسى الكاظم(عليه السلام).
وشهد حفل التكريم الذي حضره الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة السيد أحمد الصافي وعددٌ من أعضاء مجلس إدارة العتبة المقدسة، حضور عددٍ كبير من الطلاب وكادرهم التدريسي برفقة وكيل المرجعية هناك.
وبيّن الأمين العام للعتبة العباسية المقدّسة السيد أحمد الصافي خلال كلمته التي ألقاها في هذا الحفل بعد تقديم التهاني للطلبة وذويهم بهذا المُنجز الكبير، مُتمنّياً لهم التوفيق في حياتهم العملية، "أن يقدّموا الأفضل لهذا البلد الذي يستحقّ الكثير منهم، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يأخذ بأيديكم الى عُلا المجد دائماً وأن يرينا فيكم كلّ تقدّم وازدهار، ويرينا فيكم بناةً لهذا البلد المعطاء".. مُضيفاً: "لابُدّ من استثمار جميع الطاقات والمواهب من أجل المساهمة في بناء هذا البلد الذي نتوسّم به كلّ خير رغم كلّ الظروف والصعاب التي مرّ بها ويمرّ بها حالياً".
وأضاف: "نتوجّه بشكرنا الى الأساتذة قبل الطلاب وذلك لما بذلوه من جهد في إيصال المادة العلمية الى الطلبة، وجعلها مساغة لهم واستفادوا منها، ممّا مكّنهم في المثابرة وحصد الدرجات العالية، وهذا إن دلّ على شيء فإنّما يدلّ على الحرص الكبير لديهم من أجل النهوض بمستوى المسيرة العلمية لهذا البلد ورفع مستوى الطلاب لمستويات أعلى، وشكرنا موصول لأبنائنا الطلبة على جِدّهم ومثابرتهم وحسن استثمارهم للوقت من أجل الحصول على الدرجات العالية وإدخال السرور على ذويهم".
وتابع السيد الصافي: "التجربة عندما تؤخذ من إنسان مُجرِّب لمرحلة ما، أفضل من أن تؤخذ من غير المُجرِّب لهذه المرحلة، فأمامكم -والكلام موجّهٌ للطلبة- مجموعة من الأمور ستواجهكم في طريق حياتكم، وهذه الأمور من واجب المربّي في كيفية تذليل تلك الأمور والصعاب أمامكم، فعليك أن تأخذ بالنصيحة وتعمل بها لأنّها ستفتح لك آفاقاً مستقبلية تنعكس إيجاباً على حياتك اليومية، لكن يجب أن تأخذ من صاحب التجربة".
مُبيّناً: "أنتم في مرحلة مهمة تُسمّى مرحلة المراهقة، وهي مرحلة مهمّة وخطرة في نفس الوقت، فهي مرحلة الانتقال الى مرحلة الشعور، والتي تولّد حالة من الثقة بالنفس، وهذه الثقة تولّد شعوراً لذوي الشخص بأنّه أصبح مُلمّاً بجميع أمور الحياة أو مُلمّاً بقضية أو عملية ما، وهذا يحتمل الصواب والخطأ، فهي مرحلة خطرة وتكمن خطورتها عندما تخلّف عنده روح التمرد، وهذا ما يُسبّب لديه بعض المشاكل، هناك جملة من الأمور التي تواجهونها تحتاج الى معالجة، وروح هذه المعالجة يكمن في الاستماع أكثر من التكلّم، فأيّ فكرة تردنا (النصيحة) يجب علينا مراجعتها إن كانت غير جيدة نتركها، والعكس صحيح، فكلّ شيء نخطوه سيؤثّر على شخصيّتنا في المستقبل".
مُضيفاً: "علينا أن نستثمر عقولنا الاستثمار الأمثل وتوظيفها بالاتجاه الصحيح، وما تفوّقكم هذا إلا دليل على هذا الاستثمار الأمثل، كذلك يجب علينا أن نختار الصديق الجيد والابتعاد عن صديق السوء؛ لأنّ هذه العلاقات سواء كانت سلبية أو إيجابية فإنّها تتأثّر بالبيئة الخارجية، وعلينا أن نسأل ونحن في هذا العمر وهذا ليس من المعيب، فالمعيب أن تبقى على شيء لا تعرفه، لأنّ السؤال وإن كان صغيراً فإنه يفتح لكم آفاقاً في العلم والمعرفة".
واختتم السيد الصافي كلمته قائلاً: "عليكم خلق حالة من التوازن بين الجانب العلمي والأخلاقي، وعليكم أن تستفيدوا من دعاء الإمام زين العابدين(عليه السلام) في مكارم الأخلاق، لأنّ التمعّن والتدبّر فيه سيخلق لك طريقاً معبّداً في حياتك، وكيفية التعامل بمحيطك الخارجي".
ليُختتم هذا الحفل بتوزيع الهدايا والشهادات التقديرية للطلبة، والذين عبّروا بدورهم عن سعادتهم وشكرهم لهذه الخطوة التي قامت بها العتبة العباسية المقدسة.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: