الى

تجديداً للحزن والولاء خُدّام العتبتين المقدستين يحيون ذكرى شهادة راهب أهل البيت عليهم السلام

جانب من الموكب العزائي
مَـنْ مـُبلِغُ الإسلام أنّ زعيمَه *قد مات في سجن الرشيد سميما
مُلقىً على جسر الرّصافة نعشُهُ *فـيه الـملائكُ أحدقوا تعظيما
فـعليه روحُ الله أزهَقَ روحَهُ*وحـشى كـليم الله بـات كليما
مـنحَ القلوبَ مصابُهُ سُقماً كما *منَعَ النواظرَ في الدّجى التهويما
بقلوبٍ حرّى ملْؤها الحزنُ والأسى وبدموع ملتهبـة وأفئدة محترقة أحيت العتبتان المقدستان الحسينية والعباسية ذكرى استشهاد سابع الأئمة الأطهار ذي الساق المرضوض بحلق القيود والمُعذّب في قعر السجون وَظُلَمِ المطامير والجنازة المنادى عليها بذلّ الاستخفاف الإمام المسموم المظلوم موسى بن جعفر(عليه السلام).
وقد أعدّتا لإحياء هذه المناسبة وكعادتها في استذكار وإحياء مناسبات ولادات ووفيات أئمة أهل البيت(عليهم السلام) برنامجاً عزائياً اشتمل على العديد من الفقرات العزائية التي جسّدت هذه المصيبة التي ألمّت بمحبّي أهل البيت(عليهم السلام) وأتباعهم قبل (1252)عاماً، حيث اتّشح صحنا أبي عبدالله الحسين وأخيه أبي الفضل العباس(عليهما السلام) بالسواد وانتشرت مظاهر الحزن بجميع أرجائهما، كذلك قامت العتبتان المقدستان باستقبال العديد من مواكب العزاء والزائرين، والتي جاءت من داخل مدينة كربلاء المقدسة وخارجها لتقديم التعازي والمواساة للإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس(عليهما السلام) فضلاً عن إقامتهما لجملة من المحاضرات الدينية والتوعوية الدالّة على عظم هذه الشخصية وما قدّمته للإسلام والمسلمين وما عانته من ظلم وحيف أبّان الحكم العباسي.
ومن تلكم الفعاليات العزائية هي خروج موكب عزاء خُدّام العتبات المقدسة في كربلاء منطلقاً من صحن المولى أبي الفضل العباس(عليه السلام) يتقدّمهم نعشٌ رمزيّ للإمام موسى الكاظم(عليه السلام) قاصدين حَرَمَ السبط الثاني للرسول(صلّى الله عليه وآله) الإمام الحسين(عليه السلام) مروراً بساحة ما بين الحرمين الشريفين وهم يردّدون الهتافات والقصائد العزائية التي تجسّد هول هذه الفاجعة، واختَتَم الموكبُ مسيرَه في صحن المولى أبي عبدالله الحسين(عليه السلام) بمجلس عزاء شهد قراءة قصائد حسينية وبعض المرثيات، وسط حضور مكثّف من الخدمة إضافة إلى بعض الزائرين المتواجدين في الصحن الشريف.
ومن سيرة الإمام الكاظم(عليه السلام)، والتي تملك القلوب والمشاعر فهي مترعة بجميع معاني السموّ والنبل والزهد في الدنيا والإقبال على الله، لقد كانت سيرتُهُ مناراً تستضيء بها حياتنا، ومن ظواهر شخصيته الكريمة هي السخاء، فقد كان من أندى الناس كفاً وأكثرهم عطاءً للمعوزين. لقد قام الإمام موسى الكاظم(عليه السلام) بعد أبيه الإمام الصادق(عليه السلام) بإدارة شؤون جامعته العلمية التي تُعتبر أوّل مؤسسة ثقافية في الإسلام، وأوّل معهد تخرّجت منه كوكبة من العلماء وقد قامت بدورٍ مهمّ في تطوير الحياة الفكرية، ونحو الحركة العلمية في ذلك العصر، وامتدّت موجاتها إلى سائر العصور وهي تحمل روح الإسلام وهديه، وتبثّ رسالته الهادفة إلى الوعي المتحرّر واليقظة الفكرية، لقد كان الإمام موسى الكاظم(عليه السلام) من ألمع علماء عصره في علمه وفكره وورعه وزهده وتقواه وسهره على نشر الثقافة الإسلامية وإبراز الواقع الإسلامي وحقيقته.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: