الى

من صحن أبي الفضل العباس(عليه السلام) أكفّ الضراعة والدعاء تُرفع، والألسن تلهج لحفظ العراق وأهله..

الداعين من صحن المطهر
قال تعالى: (قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ)، وقال تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) من هنا نعرف قيمة الدعاء، حيث أنّه السلاح الماضي الذي اعتمده الأنبياء والأوصياء والأولياء منذ القدم، وما استخفّ قومٌ بالدعاء إلّا مُنوا بالخسران والخذلان، فقد ورد في الحديث عن أبي عبدالله(عليه السلام): (الدعاءُ يردّ القضاء وقد أُبرم إبراماً). وللدعاء فضائل لا تُحصى، وثمرات لا تُعدّ، ويكفي أنّه نوع من أنواع العبادة، بل هو العبادة كلّها كما أخبر النبيّ(صلّى الله عليه وآله) بقوله: (الدعاء مخّ العبادة) وهو سببٌ لتفريج الهموم وزوال الغموم، وانشراح الصدور، وتيسير الأمور.
فإذا انصرف أذهان أغلب الناس نحو السلاح المادي في دفع الخطوب وخوض الحروب فينبغي أن لا يغيب عن أذهان المؤمنين خطورة شأن الدعاء في استجلاب أسباب النصر وفتح أبواب السماء، وهذا ما نلمسه في صحن أبي الفضل العباس(عليه السلام) من اهتمامٍ بالغٍ في الدعاء للعراق وأهله، حيث أنّه يلتقي فيه عاملا المكان والزمان في التوجّه لله تعالى وتنمية الجانب الروحي، حيث انصهرت جميع حاجات وطلبات وأمنيات المؤمنين القاصدين حرمه الطاهر في بودقة حبّ الوطن وخلاصه من هذه الأزمة التي ألمّت به وألقت بظلالها عليه، فلأجله رُفعت الأيدي وذُرفت الدموع وانقطعت الأنفس ولسان الحال يقول: (اللهم إنّي أسألك بما سألك به عبادك الصالحون، أسألك بمحمدٍ وآل محمدٍ صلواتك عليهم، أن تحفظ العراق أرضاً وشعباً، وأن تدفع عنه غوائل الأعداء، وتجمع شمل أهله بكلّ أطيافهم بالوحدة والإخاء، وترفع اسمه عالياً بين الأسماء، وتنزل عليه بركات السماء، يا مجيب الدعاء يا ذا الجود والعطاء)..
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: