الى

مهرجان الشموع السنوي العاشر يوقد (1176) شمعة احتفالاً بعمرِ الإمامِ المهدي عجل الله فرجه الشريف في ساحة بين الحرمين (تقرير مصور)

جانب من المهرجان
جانب من المهرجان
تقليد سنوي دأب عليه مواطن عراقي منذ 10 سنوات أي قبل انقشاع غيمة الديكتاتورية في9/4/2003م، وهي كما يعلم الجميع أحلك الظروف التي عاشها العراق منذ وجد، يوم كان طاغوت العراق يجثم فوق صدور المؤمنين والمخلصين، إذ رغم قساوة هذه الأوقات إلاّ إن هذا العراقي المؤمن، آلى على نفسه إلاّ أن يتم مشروعه وحلمه في سبيل إحياء ذكرى ليلة النصف من شعبان المعظم، ولكنه تطور بعد ذلك التأريخ، حيث أصبح يجري بإشراف إدارتي العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية بعد تشكل إدارتيهما الشرعيتين بعد سقوط اللانظام، إنه احتفالية إيقاد الشموع كل عام في ليلة النصف من شعبان المعظم ذكرى ولادة منقذ البشرية الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف، والتي تطورت إلى مهرجان.



هي البشرى والضوءُ المُنير، هي الفرحةُ الكبرى، تلك الولادة التي أستبشر بها الكون وتغنى، بإنتظار أن تُملأ الأرضُ قسطاُ وعدلاً بعدما مُلئت ظلماً وجوراً، وقد ورد عن رسول الله وأئمة اهل البيت(عليهم جميعاً صلوات الله وسلامه) الأحاديث الكثيرة والمُعتبرة في شأن وشخص الإمام الحجة بن الحسن عليه السلام، وكلها تدل على شأنِه ومقامه ومحله ومنزلته التي أنزلها الله تبارك وتعالى له، فكفى بالحديث الشريف الذي يقول:(لو لم يبقَ من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يخرج رجلٌ من أهل بيتي يواطىء اسمه إسمي وكنيته كنيتي، يملأ الأرض عدلاً وقسطاً، كما ملئتْ جوراً وظلماً)، ها نحن اليوم وبعد مُحاربةِ الطغاة للعقيدة المحمدية العلوية، تتجدد وبعمق ووعي كبيرين آياتُ الفرح والسرور التي ينطلقُ بها أتباع أهل البيت عليهم السلام ليشرعوا قلوبهم سفناً من المحبة والإنتظار.

ومن مظاهر هذه الإحتفالات الكبيرة ما ذكرناه من تقليد إعتاده الحاج (مقداد كريم هادي) من مدينة الصويرة في محافظة واسطة، والتقليد هو إيقاد شموع عمر الإمام الحجة ابن الحسن عليهما السلام، فكان يضيف شمعةً في كلِّ عام دلالة على عمر الإمام المنتظر عجل الله فرجه الشريف لكل عام، حتى وصل اليوم إلى ما وصل إليه بفضل توفيق من قبل الله عز وجل، ورعاية الإمام الحجة عليه السلام، وهذه المراسيم تتطور كل عام، وفي احتفالية هذا العام 1431هـ حدّثنا الحاج مقداد قائلاً:



"برنامج هذا العام بحول الله وقوته هو برنامج السنة العاشرة التي انطلقت في الزمن السابق رغم المنع والتهديد وظلم وقسوة النظام الديكتاتوري المقبور، فقمنا هذا العام بتحضير لوحةٍ جدارية نضعها في أعلى مسقفات ساحة بين الحرمين تحمل حديث الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله: طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي المهدي".

مبيناً "تحيط بتلك اللافتة المرايا بالإضافة الى الإنارة، بالإضافة إلى اللوحة الأرضية المرسومة بنقوش تختلف كل عام، ومساحتها خمسة وعشرون متراً، والتي وضعنا عليها الشموع التي وصلت هذا العام إلى (1176) شمعة وهي تمثل العمر الشريف للإمام الحجة عليه السلام، وسنكتب على المسرح بهذه الشموع عبارة قالها رسول الله صلى الله عليه وآله: المهدي رجل من ولدي"



مضيفاً " من ضمن نشاطاتنا في هذا العام، توزيع (300) هدية للأطفال الذين يُختنون في صباح يوم الرابع عشر من شهر شعبان المعظم، وهذا كله برعاية الامانتين العامتين للعتبتين الحسينية والعباسية المقدستين".

موضحاً " جاءت التحضيرات لهذا العام في وقتٍ مبكر، وبرعاية مباشرةٍ من قبل العاملين على إدارة العتبات المقدسة في كربلاء، أما الكادر الذي جاء معي من مدينة الصويرة فهو ككل عام يصل إلى أربعة عشر شخصاً، ولكن حين نبدأ بعملنا في منطقة ما بين الحرمين تصل أعدادنا إلى أرقام أكبر هم من خَدَمَة العتبتين المقدستين، ذلك إن كل الامكانيات والجهود التي نحتاجها يضعوها بين أيدينا هنا، وهذا يشمل الأمور الهندسية والخدمية والاتصالات وغيرها، وبحمد الله لايوجد ما يعوّق هذا الحفل، داعين المولى العلي القدير أن يتقبل منا هذا العمل قربةً لوجهه الكريم".



ومن جانبه صرح السيد عقيل الياسري نائب رئيس قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة " هذا وقد رافق هذا الحفل الكبير، مهرجاناً للشعر الشعبي بحضور نائب الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة السيد أفضل الشامي، وشخصيات دينية واجتماعية وثقافية من محافظة كربلاء المقدسة، شارك في هذا الحفل عددٌ من شعراء أهل البيت عليهم السلام، الذين صدحت حناجرهم بحبهم ومديحهم، وهم الشاعر السيد سعيد الصافي، والشاعر حيدر الحركاني، بالإضافة إلى مشاركات مختلفة من قراءة المواليد والمدائح الخاصة بالمناسبة، وبحضور جمهور المؤمنين في مابين الحرمين الشريفين، والتي إحتشد فيها الناس بشكل كبير، معبرين عن فرحتهم واستبشارهم بهذا المولد المبارك الميمون".

مبيناً " بعد هذا الحفل الإيماني تم إيقاد شموع عمر الإمام الشريف تباعاً، في جوٍ سادهُ الإيمان والطمأنينة والسلام، وقد شارك في الحفل البهيج عددٌ كبير من المؤمنين، بالإضافة إلى عدد غفير من منتسبي العتبتين المقدستين".



يذكر أن زيارة النصف من شعبان هي ثاني أضخم زيارة مليونية تشهدها عتبات كربلاء المقدسة خلال مواسم الزيارات الخاصة بها طوال العام، بعد زيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام، حيث تواجد خلال أربعينية هذا العام وخلال 20 يوماً أكثر من 15 مليون زائر، من العراق ومن أكثر من55 بلد في العالم، وهو حدث يُعد الأكبر فيه من عدة جوانب، من حيث عدد المتواجدين في هذه المدة القصيرة، ومن حيث حجم الخدمة المجانية المقدمة من قبل العراقيين البسطاء لجميع هؤلاء الزائرين، من الطعام والمبيت والكماليات الأخرى والعلاج وغيره، فضلاً عن إن تواجد هذه الجموع المليونية إنما يكون من خلال المشي من مسافات كبيرة تصل لمئات الكيلومترات، وغير ذلك من الأمور التي تنفرد بها كربلاء عن سواها من مدن العالم.



كما يجدر ذكره بأن ولد الإمام المهدي عليه السلام هو أبو القاسم محمد بن الحسن، مهدي هذه الأمة وأملها المرتجى الذي يحيي الله به الحق والعدل ويعيد إلى الأمة حريتها وكرامتها ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً، وقد وُلد في الخامس عشر من شعبان سنة 255 للهجرة في سامراء وسط شمال العراق، ولم يولد لأبيه مولود غيره، وذلك قبل أن يصل الحكم إلى المهتدي العباسي بشهر تقريباً، وتوفى والده (عليه السلام ) وله من العمر خمس سنوات، فأتاه الله الحكمة وجعله آية للعالمين وإماماً للمسلمين، كما جعل عيسى بن مريم وهو في المهد نبياً،فأخفاه أبوه الإمام الحسن العسكري عن أعين الناس فلم يعلم به إلا خواص شيعته خوفاً عليه، وقد حضرت ولادته عمة أبيه حكيمة بنت الإمام محمد الجواد عليه السلام، ويحتفل المسلمون من أتباع اهل البيت عليهم السلام في كل عام في مثل هذا اليوم بمولده الشريف، ومعهم الكثير من المسلمين من الطوائف الأخرى كالشوافع في مصر وغيرهم، اما النصوص الواردة بحقه عليه السلام فقد روى أحاديث المهدي عليه السلام، جماعة من محدّثي السنّة في صحاحهم كالترمذي وأبي داود والحاكم وابن ماجه وأسندوها إلى أمير المؤمنين علي بن ابي طالب وجماعة من الصحابة كابن عباس وابن عمر وابن مسعود وطلحة وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري وأم سلمة وغيرهم ممن سمعوا الرسول الأعظم يردد حديث مهدي أهل البيت بين الحين والآخر، حسب المناسبات، ففي صحيح الترمذي أن النبي صلى الله عليه وآله، قال: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث الله فيه رجلاً من أل بيتي يواطئ اسمه اسمي"



















تعليقات القراء
1 | علي الحجيمي | الجمعة 13/06/2014 | العراق
اللهم عجل لوليك الفرج
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: