في الرحاب الطاهرة لضريحي الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس(عليهما السلام) امتزاجٌ لعاملي المكان والزمان في بودقةٍ ملكوتية محفوفةٍ بسلاح الأنبياء..

لا يخفى على أحدٍ أنّ عاملي الزمان والمكان إذا اتّحدا في أيّ مفصلٍ حيويٍّ من مفاصل هذه الحياة فإنّهما يشكّلان منه ملحمةً وجدانية ذات تأثيرٍ روحيٍّ منقطع النظير، وهذا ما حصل حين تضافرت عواملُ الزمان المتمثّلة بحدثَيْن مهمَّيْن قلّما يجتمعان في أيّام الدنيا، فمن جهةٍ تقفُ الحادثةُ الأليمة لذكرى شهادة البضعة الطاهرة(سلام الله عليها) ويعاضدها ما يُسطّره جنودُ الله تعالى جنود المرجعية وجنود الحقّ في سوح الوغى من بطولاتٍ زلزلت الأرضين تحت أقدام شياطين الإنس وعصفت بهم، وهذان الحدثان يمثّلان العامل الزماني، ومن جهةٍ أخرى المكان وهو طفّ الحسين الشهيد كربلاء البطولة والإيثار والشهادة، عرين أسود محمد وعلي(صلوات الله عليهم جميعاً) وهذا يمثّل العامل المكانيّ، فكيف هي النتيجة بظنّك إذا امتزجا في بودقة ملكوتية محفوفة بسلاح الأنبياء (الدعاء)؟؟ فأيّ أثرٍ وأيّ مدى تصل لو كشف الغطاء؟؟.
وهذا ما عكف عليه أهلُ الإيمان مساء اليوم الخميس في أدعيتهم وابتهالاتهم، فدعوا الباري عزّوجلّ أن يرفع شرور هذه الغمّة عن هذه الأمّة وأن يجنّب العراق وأهله مكائد المتربّصين بوحدة أهله وأن يردّ كيد الإرهابيّين والتكفيريّين الى نحرهم ويجعل بأسهم بينهم.
وقبيل صلاة العشاءين ارتفعت الأكفُّ بالدعاء واختنقت وتكسّرت العبرات في صدور المؤمنين والزائرين بالدعاء للعراق ولقوّاته الأمنية والحشد الشعبي وهم يسطّرون أروع صور الشجاعة في مقارعة خوارج هذا العصر من الدواعش المجرمين ومن لفّ لفّهم، متوسّلين بالإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس(عليهما السلام) وبفاطمة الزهراء(سلام الله عليها) ومصيبتها الى الله تعالى أن يرزق أبناء الحشد الشعبي والقوات الأمنية البطلة النصر على أعدائهم.