الى

ماذا قال الشيخ عثمان إمامُ جامع "مكّة" عن الإمام علي وأهل البيت(عليهم السلام)؟ وبماذا وَصَفَ العراقَ ودعا له؟..

جانب من اللقاء
مهما سعت قوى الضلال والتكفير الى طمس معالم النهج الحقّ ومهما جنّدوا من جنودٍ وحشّدوا من حشود وبذلوا في سبيل ذلك من أموال طائلة، يبقى نورُ الحقّ والحقيقة وضّاءً وألقاً وهّاجاً لا تحجبه الحُجُب ولا تحول دونه الحوائل، هذا هو خطّ أهل البيت(عليهم السلام) وكلّ ما يرتبط بهم، ومن مصاديق ذلك ما تحدّث به الشيخ حافظ عثمان إمامُ جامع "مكّة" في مدينة حيدر آباد، حيث كان لنا معه لقاءٌ خلال زيارةٍ قام بها وفدُ العتبات المقدّسة في العراق المشارك في فعاليات مهرجان أمير المؤمنين(عليه السلام)، فبعد ترحيبه بالوفد الذي قدّم له الدعوة من أجل الحضور والمشاركة فيه أخذته وقفاتٌ تأمّلية وهو يُطالع تلك الوجوه التي أقبلت عليه بشغفٍ من العراق، وقد انتبه لهذه الحالة كلّ شخصٍ في الوفد، وبعد انتهاء الزيارة دفعنا الفضولُ من أجل معرفة ما دار في مخيّلته في تلك اللحظات فتحدّث قائلاً:
"سمعنا الكثير عن العراق والعراقيّين في الآونة الأخيرة وما جرى وحدث لهم، لكن عن طريق الإعلام الذي -مع الأسف- أخذ بتضخيم الأمور وتهويلها وإيصالها بلغةٍ بعيدةٍ عن الواقع، وكنت أتحدّث مع نفسي عندما أسمع (لماذا يجري هذا مع العراق بالذات؟ وهل هذه المعلومات والأخبار صحيحة؟) لكنّني والحمد لله لم أجعل الشيطان يوسوس لي ولو للحظة أنّ ما يُنقل هو عينُ الصواب، لكنّني تأكّدت وبعدّة طرق ومنها زيارتكم لي أنّ هذه الأخبار محضُ افتراء وكذب زائف، وكلّ ما يُحاك ضدّ العراق هو لما يحتلّه هذا البلد من مكانةٍ على الصعيد العربيّ والإسلاميّ، وإنّ حدوث أيّ تصدّع به –لا سمح الله- سيكون تأثيره سلبياً عليهما، وأيقنت كذلك أنّ كلّ ما يجري في العراق من أعمالٍ إرهابية وتكفيرية هي لجماعاتٍ جُنّدَت لهذا الأساس وهي بعيدةٌ كلّ البعد عن الإسلام وقيمه السمحاء، بل هي دخيلةٌ عليه ومستهجنة وغير محسوبة على أيّ طائفة وإنّما تُحسب لطائفة الشيطان التي تريد شقّ صفّ المسلمين وتدمير الدين الإسلاميّ، وإنّ هذه الحرب هي امتدادٌ لحربٍ أمدُها (1400) سنة عندما كان هناك معسكران، أحدهما للحقّ ويمثّله ابنُ بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله) ومعسكرُ الباطل المتمثّل بيزيد(عليه اللعنة)، فهذان المعسكران باقيان حتّى هذه اللحظة، وهناك علماءٌ مأجورون –علماء السلاطين- اشتروا دنياهم بآخرتهم وجعلوا الهوى هو المسيطر على العقل وكانوا عَبَدَةً للشيطان ومغرياته المادية الزائلة".
وأخذ الشيخ عثمان برهةً من الراحة ثمّ أضاف: "إنّ علاقتنا بالإمام علي وأهل بيته(عليه وعليهم السلام) هي جزءٌ من علاقتنا بالرسول الأكرم محمد(صلى الله عليه وآله)، والتي تشكّلان معاً الطريق الى الله تعالى جلّ شأنه، فكرمُهُ وفضلُهُ(عليه السلام) قد عمّ سائر البشر بعد ابن عمّه الرسول محمد(صلى الله عليه وآله)، وجُعِلَ مولدُهُ في بيت الله الحرام وهو شرفٌ لا يُضاهيه شرف فلم يكن لنبيّ ولا وصيّ قبله ولن يكون لأحدٍ من بعده، لتستمرّ هذه السلالةُ الطيبة في وُلْدِه(عليهم أفضل الصلاة والتسليم) واقترن هذا النورُ -أي نور علي- بنور الزهراء(سلام الله عليها) وقد جعلهم الله نوراً يستنير به مَنْ في الأرض جميعاً، فحبّهم ومودّتهم فرضٌ من الله تعالى أوجبه على عباده وبيّنه في كتابه الكريم، فلا توجد آيةٌ في القرآن الكريم إلّا ولها دلالة وعلقة بأهل بيت النبوّة(سلام الله عليهم)، ونحن في مدينة حيدر آباد تجمعنا علاقةُ أخوّةٍ وطيدة وأزليّة ممتدّةٌ جذورُها الى مئات السنين مع إخواننا الشيعة الذين جعلوا من مقولة السيد السيستاني (لا تقولوا إخواننا بل قولوا أنفسنا) تأكيداً لمنهجهم وطريقهم، ومن أهمّ المشتركات التي تجمعنا بهم هي محبّةُ أهل بيت النبيّ(عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام)، فترانا نُشاركهم في إحياء مناسباتهم من أفراحٍ وأتراحٍ وغيرها، ومنها ما سيمرّ علينا وهي ذكرى ولادة أمير المؤمنين علي(عليه السلام) فتراهم يبتهجون ويفرحون وهكذا الحال في باقي الولادات المباركة.
فندعو الله تعالى وببركة صاحب الذكرى ومنزلته عنده أن يفرّج عن العراق وأهله، ويجعل كيدَ كلّ مَنْ أراد به سوءً رادّاً الى نحره، وأن يوحّد العراق بجميع طوائفه وملله تحت راية الإسلام ورسالته السماويّة التي جاء بها نبيُّ الرحمة وأهل بيته(صلوات الله عليهم أجمعين)".
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: