الى

وسط دعواتٍ للعراق ومجاهديه وفودُ العتبات المقدّسة تُسدل الستار على فعاليات مهرجان أمير المؤمنين(عليه السلام) الثقافيّ السنويّ الثالث ..

جانب من حفل الختام
اختُتِمَت مساءَ يوم الأربعاء (17رجب الأصبّ 1436هـ) الموافق لـ(6آيار 2015م) فعالياتُ مهرجان أمير المؤمنين(عليه السلام) الثقافيّ السنويّ الثالث، الذي أقامته عتباتُ العراق المقدّسة برعاية العتبة العباسية المقدّسة في مدينة حيدر آباد الهندية وعلى حسينية عزاء الزهراء(عليها السلام)، والذي استمرّت فعالياته لخمسة أيام وانعقد تحت شعار: (أمير المؤمنين(عليه السلام) عطاءٌ ربّانيّ ومنهجٌ إنسانيّ).
حفلُ الختام شهد حضوراً واسعاً لشخصياتٍ دينيةٍ وثقافيةٍ وأكاديميةٍ وبرلمانية فضلاً عن حشدٍ كبيرٍ من أهالي مدينة حيدر آباد ووفود العتبات المقدّسة.
ابتُدِئت فعالياتُ الحفل التي كانت بعرافة السيد ظفر ياب بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم ثمّ كلمة للشيخ عادل الوكيل ألقاها بالإنابة عن العتبات المقدّسة، وقد استهلّها بقوله تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)، مبيّناً: "الولايةُ بحكم الله هي لأهل البيت(عليهم السلام) فقوله: (وَالَّذِينَ آمَنُوا) معناها كبير، فقد آمن كثيرٌ فهل هذه الآية تمثّل لهم الولاية؟؟ ولكن تكملة الآية (يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ) هنا بدأت الدائرةُ تضيق بدليل أنّه ليس كلّ من آمن يُصلّي، لتكملها (وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ) وهنا بدأت بالضيق أكثر، حيث أنّه ليس كلّ من يُصلّي يُزكّي ويُعطي الحقوق الشرعية، لتُختَتَم بـ(وَهُمْ رَاكِعُونَ) وهي تخصّ الإمامَ عليّاً(عليه السلام) لأنّه هو مَنْ تصدّق بخاتمة وهو راكع ونزلت بحقّه(سلام الله عليه)، نستنج من ذلك كلّه أنّ هناك ذاتاً أرادها اللهُ تعالى لتكون خليفةً ووليّاً للحقّ من بعد الرسول(صلى الله عليه وآله)، وهذه الشخصيةُ هي أمير المؤمنين علي(عليه السلام) فعليكم إخوتي بالمحافظة على محبّة أهل البيت وولاية علي(عليه وعليهم السلام)، لأنّها كما يقول الرسول(صلى الله عليه وآله): (مثل عليّ(عليه السلام) فيكم كمثل الكعبة المستورة، النظر إليها عبادة، والحجّ إليها فريضة".
وأضاف: "العراق وأهلُ العراق وعتباتُ العراق بحاجة لدعائكم للتفريج عنه ولما يتعرّض اليه من هجمةٍ بربرية من أذناب يزيد ومعاوية التي تريد به شراً فلا تنسوه من الدعاء في صلواتكم وجميع أعمالكم".
واختتم الوكيل كلمته: "شكرُنا وامتنانُنا لكلّ مَنْ ساهم وشارك لإنجاح هذا المحفل الولائي، وهذا الشكر مقدَّمٌ من الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدّسة، والشكر موصولٌ لكافة لجانه العاملة ولمن حضر وتحمّل عناء السفر للحضور، فبحضوركم ساهمتهم بإنجاحه وإن شاء الله نراكم في مناسباتٍ ولائية تجمعنا وإيّاكم على محبّة النبيّ وآله الأطهار(صلوات الله عليهم أجمعين)".
بعدها توالت الكلماتُ لشخصياتٍ من داخل وخارج مدينة حيدر آباد ابتدأها السيد لقمان حسين بكلمته التي بيّن فيها: "نشكر العتبات المقدّسة ووفودها لما وفّروه من فعالياتٍ عاش وتعايش معها أهلُ المدينة أثناء أيام انعقاده، والتي ستبقى عالقةً في أذهانهم فقد كانت فرصةً للتواصل مع إخوانهم في العراق"، واختَتَمَ السيد لقمان كلمته بالدعاء للعراق وأهله وأن يدفع اللهُ عنه كلّ سوء.
أعقبتها كلمةُ ممثّل المرجعية الدينية العُليا التي ألقاها بالإنابة السيد نزار رضا آغا والتي ابتدأها بالشكر والعرفان للعتبة العباسية المقدّسة، لرعايتها هذا المهرجان الولائي المعبّر عن الولاية الصادقة للإمام علي(عليه السلام) وأهل بيته(سلام الله عليهم)، فجَمْعُنا هذا ببركة هذه الولاية في وقتٍ يسعى أعداءُ عليّ ومحبّيه الى النيل منهم، لكنّهم سيخسؤون كما خسأ أسلافهم من قبل، وكما فشل صدّام في النيل من العتبات المقدّسة ومنع المحبّين والموالين من التواصل معها.
جاءت بعدها كلمةُ مجلس أعيان مدينة حيدر آباد التي ألقاها السيد ألطاف حيدر رضوي وبيّن فيها: "إنّ أهالي حيدر آباد ممتنّون لكم لإقامة هذا المهرجان الذي سيذكره أهالي المدينة ويدخل تأريخها، فبقدومكم قرّبتم المسافات وجعلتم أهل المدينة وكأنّهم في العراق عند العتبات المقدّسة، والحمد لله لقد حقّق المهرجان أهدافه وما كنّا نصبو اليه، والذي كان ببركة هذه المناسبة وصاحب الذكرى، ونتمنّى أن تُعيدوا هذه التجربة في أقرب وقتٍ ممكن".
تلتها كلمةٌ للعتبة الحسينية المقدّسة التي ألقاها مسؤولُ وفدها الأستاذ حسين السلامي وقد بدأها بالشكر لله تعالى على نجاح هذا المهرجان الذي كان مميّزاً فعلاً بجميع فعالياته، وكان من أهمّ أسباب نجاح المهرجان هو المتابعة المستمرّة والتوجيهات السديدة من قبل إدارة العتبتين المقدستين وما تبذلانه من أجل التواصل مع محبّي وأتباع أهل البيت(عليهم السلام) في أرجاء المعمورة، ثم أوضح السلامي كيف تُدار العتبات المقدّسة وكيف أنّها تعمل باستقلاليةٍ كاملةٍ وبإشراف المرجعية الدينية العُليا.
واختُتِمَت هذه الكلماتُ بكلمةِ ممثّل المرجعية الدينية العُليا في مدينة بومباي والمشرف على الحوزات العلمية في مدينة حيدر آباد، والتي قدّم فيها شكره لأئمّة أهل البيت(عليهم السلام) الذين عُقِدَ هذا المهرجان ببركتهم، مُضيفاً: "الشكرُ موصولٌ للعتبات المقدّسة وبالأخصّ العتبة العباسية المقدّسة على مواصلتها لإقامة المهرجان، والذي يشهد تطوّراً وإقبالاً عاماً بعد عام، فشكراً لأهالي حيدر آباد نساءً ورجالاً وأطفالاً وكباراً، وشكراً لحوزاتها ومدارسها الدينية وحكومتها المحلّية لما أبدوه من مساعدةٍ وتسهيلاتٍ في سبيل إنجاحه، ونحن نعتذر عن أيّ تقصيرٍ أو هفوةٍ حدثت ونرجو قبول العذر، ونسأل الله تعالى ببركة جمعنا هذا أن يحفظ العراق ويُهلك أعداءه من الدواعش وغيرهم وكلَّ من يريد إلحاق الأذى بهذا البلد".
بعدها قام وفدُ العتبة العباسية المقدّسة بتوزيع الهدايا والشهادات التقديرية والدروع لكلّ مَنْ ساهم في إنجاح المهرجان، لتُختَتَمَ الفعالياتُ بإجراء القرعة للمسابقة العقائدية التي أُقيمت طيلة أيّام المهرجان الخمس والإعلان عن أسماء الفائزين فيها وهم الذين سيتشرّفون بزيارة العتبات المقدّسة في العراق.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: