الى

السيدُ السيستانيّ موصياً المُجاهدين في ساحات المنازلة مع الإرهاب: إيّاكم والتسرّع في مواقع الحذر فتُلقوا بأنفسكم إلى التهلكة..

من ألطاف الله تعالى على هذا البلد المؤمن أنْ مَنّ عليه بمرجعيةٍ حكيمةٍ ومُسدّدة من لدنه تعالى ببركات صاحب الأمر الإمام الحجّة(عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، وقد عوّدتنا على الوقوف سدّاً منيعاً أمام شتّى الخطوب والمحن التي عصفت ولا زالت تعصف بهذا البلد الصابر، وبعد الهجمة البربرية الشرسة التي تعرّض لها العراق على أيدي عصابات الكفر والضلال الإجرامية أطلقت المرجعية الدينية المباركة الوصايا التاريخية العشرين فكانت الدرع الحصينة للمجاهدين وهم يتصدّون لهذه الهجمة الشرسة التي يشنّها شرذمةٌ من المجرمين ممّن (لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ) وهم عصابات داعش ومن لفّ لفّهم.
وبينت المرجعيّةُ في وصاياها للمجاهدين المقاتلين ما عليهم التمسّك به والمواظبة عليه لما له من انعكاساتٍ إيجابية في تحقيق النصر المؤزّر وترك كلّ ما يُلحق الضرر ممّا هو بعيدٌ عن قيم الإسلام ومنهج أهل البيت(عليهم السلام) والابتعاد عنه، ومن الأمور التي أكّدت عليها هي عدم التسرّع في مواقع الحذر والهلكة وعدم إلقاء النفس فيها، باعتبار أنّ هذا التسرّع ناتجٌ عن الاندفاع المذموم عند أهل الشرع والعقل وفيه الهلكةُ والخسران، وهو من الأمور التي يُراهن عليها العدوّ ويتربّص لانتهاز مثل هذه الفرصة، وقد كانت العرب تكنّي العجلة بـ(أمّ الندامة)، نعم.. في هذا الوقت ينبغي أن تعمل كلّ الجهات المعنية على إدامة الزخم المعنويّ في نفوس المجاهدين، وعدم التعجّل في أيّ خطوةٍ قبل إنضاجها وإحكامها بدراستها واستشراف تبعاتها وتوفير أدواتها ومقتضياتها من أجل إنجاحها ونجاحها وقطف ثمارها وضمان الثبات عليها والتمسّك بنتائجها، إلّا أنّه لابُدّ من توجيه هذا الحشد المعنويّ توجيهاً صحيحاً يُبعدُهُ عن التهوّر واللاعقلانية، حتّى لا يفرغ من محتواه المقدّس السامي.
فعن أمير المؤمنين(عليه السلام) أنّه قال في كتابه إلى زياد بن النضر الحارثيّ وهو يوصيه حين أنفذه على مقدّمة جيشه إلى صفين، حيث قال: (وإيّاك والعجلة إلّا أنْ تُمكّنك فرصة...)، على أن يؤطّر ذلك بتنظيم صفوف المقاتلين وخطوطهم القتالية تنظيماً صحيحاً ومهنياً كما جاء في قوله تعالى: (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ)، مضافاً اليه التنسيق العالي بين هذه الصفوف المقاتلة بما يضمن الثبات لأنّ العدوّ ماكر وينتهز الفرصة لكلّ ثغرة، وقد تبلورت هذه المعاني وتجسّدت في النقطة الثامنة عشرة من وصايا سماحة المرجع الدينيّ الأعلى السيد علي الحسينيّ السيستاني(دام ظلّه الوارف) الكريمة للمقاتلين والمجاهدين في ساحات الجهاد والوغى، والتي أصدرها مكتبُهُ، إذ قال:
((وإيّاكم والتسرّع في مواقع الحذر فتلقوا بأنفسكم إلى التهلكة، فإنّ أكثر ما يُراهن عليه عدوّكم هو استرسالكم في مواقع الحذر بغير تروٍّ واندفاعكم من غير تحوّط ومهنيّة، واهتمّوا بتنظيم صفوفكم والتنسيق بين خطواتكم، ولا تتعجّلوا في خطوةٍ قبل إنضاجها وإحكامها وتوفير أدواتها ومقتضياتها وضمان الثبات عليها والتمسّك بنتائجها، قال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُوا جَمِيعًا)، وقال تعالى: (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ)، وكونوا أشدّاء فوق ما تجدونه من أعدائكم فإنّكم أولى بالحق منهم، و(إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ مَا لَا يَرْجُونَ)، اللهم إلّا رجاءً مدخولاً وأمانيّ كاذبة وأوهاماً زائفة (كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً)، حجبتهم الشبهات بظلمائها وعميت بصائرُهم بأوهامها)).
تعليقات القراء
1 | نزار الكعي | 20/05/2015 | العراق
انعم الله علينا وشملنا بلطفه وعطفه بالمرجع الاعلى السيد السيستاني دامت بركاته
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: