الى

نازحو الأنبار أطفالاً وكباراً يعترفون بأنّهم كانوا على خطأ بعد أن اعتقدوا أنّ داعش ستُنقذهم والشيعةَ والمرجعيةَ ستُهلكهم..

ظنّ الكثيرُ من أهلنا السنّة أنّ داعش جاءت لتخلّصهم –كما يسمّيه البعضُ زوراً وبهتاناً- من هيمنة الحكومة الشيعية!!!، هؤلاء البعض استغلّتهم عصاباتُ داعش الإرهابية الظلامية واستطاعت أن تجعلهم حواضن لوجودها في مناطقهم بل واستخدمتهم دروعاً بشرية، مصوّرةً لهم أنّ الشيعة ومرجعيّتها هم العدوّ الأوّل لهم رغم أنّ هذه المرجعية كانت المدافع الأوّل عن العراقيّين من كلّ القوميات والمذاهب والأديان، ولم تطالب يوماً واحداً منذ سقوط الأنظمة المتهرّئة بحقّ فئةٍ دون أخرى بل كانت تسمّي المطاليب باسم العراقيّين جميعاً، وكانت مطالبُها السبَبَ الرئيس في إرجاع العراقيّين لاستقلال بلادهم وخروج المحتلّ وصياغة دستورٍ عراقيّ وإيجاد حكومة منتخبة من كلّ العراقيّين، بل وكانت السبب في حقن دماء أهلنا السنة إبّان الأزمة الطائفية التي انفجرت بعد جريمتَيْ تفجير مرقد الإمامَيْن العسكريَّيْن(عليهما السلام)، وقبلها أزمة ذبح العراقيّين الشيعة في مثلث الموت، وبذلت المرجعيةُ الدينيّةُ جُهدَها وجُهودَها من أجل حقن دماء العراقيّين وإعادة بناء البلد، فحمته وأعادت هيبته بفتوى الجهاد الكفائيّ من السقوط بيد عصابات داعش ومخطّطات الصهيونية العالمية وأمريكا وحلفائها ومن أنشأ هذه العصابات.
وكانت فتوى المرجعية العُليا السبَبَ الأوّل والرئيسيّ في إيقاف زحف داعش وتحرير ما احتلّوه واغتصبوه من أرضٍ ومنها أراضي أهلنا السنّة، علاوةً على ممارستها الدور الأبويّ بإغاثة كافّة مهجّري المدن العراقية التي احتلّتها داعش وهم بمعظمهم من أبناء السنة، فكانت عشرات القوافل تتّجه لهذه المدن من مكتب سماحته حاملةً بشائر الخير من الطعام والماء والثلج والأغطية والملابس والأجهزة الكهربائية لتكشف هذه القوافلُ زيفَ ادّعاءات الدواعش المجرمين وكذبهم الذي كان سبباً في تسهيل احتلال مدنهم.
عدسةُ الكفيل أثناء تواجدها في مخيّمات النازحين في مدينة عامرية الفلّوجة ومرافقتها لوفد المرجعيّة الدينية العُليا والعتبة العباسية المقدّسة لتوزيع مساعداتٍ لهم رصدت صوراً لأطفال وعوائل كانت تظنّ أنّ داعش جاءت لتنقذهم وأنّ الشيعة والمرجعية تريد قتلهم ليكتشفوا العكس.
المواطن حامد عبدالله من مدينة (حصيبة) حدّثنا عن انطباعه الأسبق حيث قال: "رُوّج لنا من قبل بعض الناس المغرضين أنّ الشيعة هدفهم قتلكم وتشريدكم واحتلال أرضكم، وبقيت هذه الأفكار تتداول فيما بيننا حتى أنّ أطفالنا بدأوا يأخذون هذه اللهجة، لكن بحمد الله تعالى قد انكشف زيف هذه العصابات ومَنْ ساعدهم عن كلّ ما تلهج به ألسنتهم فكانت أفعالهم خلاف أقوالهم، وما لقيناه في هذه القافلة وما نقله الينا نازحون في مخيّماتٍ أخرى كشف زيف هذه الادّعاءات البعيدة كلّ البعد عن الحقيقة، فكان للمرجعية ومقلّدوها موقفٌ أبويّ معنا ومع كلّ النازحين".
أما الشاب أحمد كريم وهو نازحٌ من أهالي الرمادي وقف جانباً وهو ينظر بصمتٍ الى أعمال توزيع المساعدات والكلمات الطيبة التي تخرج من شفاه أعضاء الوفد وتألّمهم لهذا الموقف، فقد قال: "أثناء أعمال توزيع المساعدات عادت بي مخيّلتي الى ما كان يسوّق الينا من أفكارٍ باطلةٍ ومريضةٍ عن المرجعية المباركة وأتباعها، لكن نقولها اليوم وبفعل ما شهدناه ولمسناه أنّها بحقّ صمام أمانٍ لكلّ العراقيّين".
وأضاف الحاج محمد حسان خلف: "بزيارتكم هذه أثلجتم صدورنا وأعطيتمونا جرعةً معنويةً كبيرةً لمواجهة هذه الظروف الصعبة التي نمرّ بها حالياً، فقد كذّب علينا الدواعش وغرّروا بنا بأفكار ومعتقدات خاطئة قيلت من قبل أناسٍ هم الآن متنعّمون ومترفون في دول الجوار، وكانت أقوالهم تستهدف هذه المرجعية وإخوتنا في المناطق الجنوبية والحمدُ لله كشفت هذه الصور حقيقتهم، وتعرّى كلّ مَنْ كان يكيل التّهم ظلماً وبهتاناً بحقّ المرجعية الدينية العُليا".
ونترككم مع هذه اللقطات لأهلنا المغرَّر بهم وهم يشاهدون اختلاف الحقائق بأمّ أعينهم ويكتشفون بأنفسهم أكذوبة الدواعش ولعنة وجودها المشين.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: