
إحدى مواكب العزاء التي كانت محضورة أيام الديكتاتور

ولأول مرة منذ عقود بدأت المراسيم العزائية هذا العام في الأول من محرم بدلاً من اليوم الخامس في السنوات السبعة الماضية وأقل من لك قبل منعها من قبل اللانظام الديكتاتوري البائد، بسبب عدد المواكب الكبير هذا العام الذي اضطر الجهة المسؤولة عن تنظيم الشعائر والمواكب والهيئات الحسينية - قسم الشعائر والمواكب والهيئات الحسينية في العراق والعالم الإسلامي التابع للأمانتين العامتين للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية – إلى تقديم وقت نزول المواكب إلى الأول من محرم الحرام هذا العام، وبالتالي إعداد جداول مسيرها وفق هذا التأريخ - لاستيعاب الزيادة الحاصلة - باعتبارها الجهة المسؤولة عن ذلك في مناسبتي عاشوراء والأربعينية، ومناسبات الاستشهاد طوال العام .

حيث تنطلق المواكب العزائية من أماكنها في المدينة المقدسة، متجهة للعتبة العباسية المقدسة ثم إلى ساحة بين الحرمين ثم تدخل العتبة الحسينية المقدسة ليُختم العزاء هناك بمراسيم اللطم بقصيدة يقرأها رادود كل موكب.

وتضمنت مواكب العزاء كالمعتاد كافة الشعائر الحسينية التي تمارس في مثل هذه المناسبات، كمواكب (الرّدات) الشعرية التي تُذكر الأجيال بأهداف الثورة الحسينة وفوائدها على مر الزمن، أو التي تشرح فصولاً منها، أو تلك التي تفضح الظلم من الطغاة أو الحكومات.

وكما هو الحال في كل عام فقد تضمنت (الرّدات) أشعاراً تندد بالتدخل السلبي لدول الجوار في الشأن العراقي، وإضرارها بالعراق شعباً وأرضاً وموارد طبيعية ومياهاً .

كما خرجت مواكب الزنجيل والتشابيه التمثيلية لوقائع الفاجعة العظيمة والملحمة الكبرى لمعركة الطف الخالدة، والتي تستخدم فيها الأزياء التاريخية، وتمثيل مواقف أبطال الملحمة، كما استخدمت الهوادج التراثية العراقية المعروفة والتي يرفعها شخصٍ واحد، وتمثل الواحدة منها شكلاً رمزياً لسفينة النجاة ( كما وصف النبي صلى الله عليه وآله سبطه الإمام الحسين عليه السلام)، وهي محملة بالمصابيح التراثية المضاءة، وهودج القاسم بن الحسن كرمز لمشاركة الشباب في الملحمة.





وكانت الأقسام الخدمية والتنظيمية في العتبة العباسية المقدسة على أهبة الاستعداد لاستقبال مواكب العزاء من أطراف المدينة وأحيائها، حيث استنفرت الأقسام الخدمية اقصى طاقاتها في التنظيف وفي رفع الفرش الوقتي وإعادته عند أوقات الصلاة، لتسهيل مرور المواكب، وسحب وتجفيف مياه الأمطار التي تناثرت في الصحن وعلى المواكب في اليومين الماضيين.

فيما واصلت الشُعب الهندسية أعمالها في تبيين مظاهر الحزن بالإنارة الحمراء وتوفير الطاقة الكهربائية للتكيات المحيطة بالعتبة المقدسة، والتي تمثل منذ القدم في التراث العراقي الكربلائي استعداد أهالي كربلاء لاستقبال الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه بفرح بالإنارة والضياء والبهجة، وتأتي تعبيراً عن استعدادهم لنصرته في كل زمان، والأنتصار للحق ضد الباطل.


وتقوم تلك التشكيلات بمراقبة والاستمرار بأعمال الصيانة وتلافي حالات الطوارئ في كافة المرافق الخدميمة، والمساهمة في نصب خيمة العباس عليه السلام الضخمة في الصحن الشريف قبل بداية الشهر الحزين.



بينما واصلت التشكيلات الإعلامية والفكرية أعمال التصوير الفيديوي والفوتوغرافي وبث المراسيم بشكل مباشر ومونتاج الأفلام الخاصة بالمناسبة، فضلاً عن توزيع الإصدارات المقروءة التوعوية الخاصة بعاشوراء، مثل مجلة عاشوراء السنوية (145 صفحة) والتي أصدرتها وحدة جريدة صدى الروضتين في شعبة الإعلام في قسم الشؤون الفكرية والثقافية، ونشرتي الكفيل والخميس الأسبوعيتين، فضلاً عن تسهيل مهام الفضائيات ووسائل الإعلام في نقل الشعائر بشكل مباشر وفي مقدمتها فضائية كربلاء.

وقد رصدت كاميرة القسم المذكور لقطات من الأيام الستة الماضية عرضها الموقع لمتصفحيه في هذا التقرير..