الى

ضمن فعّاليات المؤتمر السنويّ الدوليّ لحفظ التراث المخطوط وإحيائه: كشفُ النقابِ عن موسوعة العلّامة الأوردبادي..

في فعاليةٍ على هامش المؤتمر السنويّ الدوليّ لحفظ التراث المخطوط وإحيائه عصر اليوم الاثنين (21ذي الحجّة 1436هـ) الموافق لـ(5تشرين الأوّل 2015م) كُشِفَ النقابُ عن موسوعة العلّامة الأوردبادي، وهي آخر ما تمّ تحقيقه وطباعته في مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسيّة المقدّسة (مركز إحياء التراث) والتي مضى أكثر من نصف قرن على خطّها.
واستُهِلّت هذه الفعاليةُ التي أُقيمت على قاعة الإمام الحسن(عليه السلام) في العتبة العباسيّة المقدّسة بعَرْض فلمٍ وثائقيّ عن هذه الموسوعة العالمية القيّمة والمراحل التي مرّت بها، تلتها كلمةٌ لمحقّق وجامع الموسوعة السيد مهدي الشيرازي حفيد العلامة الأوردبادي من جهة أمّه، وقد بيّن فيها كيف بدأت رحلته مع هذه الموسوعة وكيف قام بجمعها بعد أن كانت عبارة عن وريقات أسيرة الرفوف، لكنّها وريقات صغيرةٌ بعددها كبيرةٌ بمعلوماتها وقيمتها العلميّة، وكيف استمرّت رحلة تحقيقها عشر سنين تقريباً وقد استشار فيها خيرة المحقّقين من داخل وخارج العراق، "وإنّ ما أعطاني هذه الهمّة لهذا العمل هو التشجيع الذي حصلت عليه من قبل العتبة العباسية المقدّسة ودعمها لي في خوض غمار هذه التجربة من أجل إخراج هذه الموسوعة بأبهى صورة، والتي كانت بـ(25) جزءً في مختلف العلوم".
يُذكر أنّ الموسوعة تقع في (24) جزءً تقريباً مع الفهارس، وقد تمّ تحقيقُها اعتماداً على نسخة الأصل التي هي بخطّ مؤلِّفها العلّامة الشيخ محمد علي الأوردباديّ المُتوفّى (1380هـ) -رحمه الله-، والموجودة عند المحقّق السيد مهدي الشيرازي -حفظه الله تعالى-. وتضمّ في طيّاتها أجزاءً تشتمل على عناوين مختلفة ومُهمّة منها: أجزاء في تراجم العلماء، علماً أنّ بعضهم ليست له ترجمة في مصادر أُخرى، وكتاب (سبيك النضار في شرح حال المختار)، وكتاب (عليّ وليد الكعبة)، وفصول من حياة أبي الفضل العباس(عليه السلام) وأبناء عقيل، وإجازات روائية، وبحوث إسلامية قرآنية متنوّعة.. الى غير ذلك، وقد قام المحقّق القدير السيد مهدي الشيرازي -حفظه الله وسدّد خطاه- بانتشال ما تناثر منها حفظاً لها من الضياع والاندثار، فأقدم على جمعها وترتيبها وتحقيقها فانياً في ذلك سنواتٍ من عمره المبارك لإعلاء كلمة الحقّ، شكر الله سعيه وضاعف أجره.
والجديرُ بالذكر أنّ الشيخ محمد علي بن محمد قاسم بن محمد تقي بن محمد قاسم الأوردباديّ من الشخصيات اللّامعة، فهو عالمٌ وباحثٌ وأديبٌ ومؤرّخ كتب عدّة رسائل في بحوث لا يخوض فيها غيرُه، فاشتملت على فضلٍ كبير وعلمٍ غزير، واتّسم الشيخ الأوردباديّ بالتقى والورع وقوّة الإيمان. وقد كان متّقد الفهم غزير العلم، ومحلّ ثقةٍ عند المراجع والمجتهدين، فقد أجازوه إجازة اجتهادٍ أمثال الميرزا النائيني والشيخ عبدالكريم الحائري والسيد ميرزا علي الشيرازي والسيد حسن الصدر الكاظمي والسيد عبدالحسين شرف الدين وغيرهم، كما أجازه في رواية الحديث أكثرُ من ستّين علماً من الأعلام في الرواية.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: