الى

العتبةُ العبّاسيّة المقدّسة تُحيي موسم الأحزان الفاطمية الأوّل..

أحيت العتبةُ العباسيّة المقدّسة ذكرى شهادة بضعة الرسول فاطمة الزهراء(عليها السلام) -على رواية- وهو ما يُعبّر عنه بـ(الأيّام الفاطمية الأولى)، وذلك من خلال مجلسٍ عزائيّ استمرّ لمدّة خمسة أيّام في صحن أبي الفضل العباس(عليه السلام) حيث كان يُعقد يوميّاً بعد صلاة العشاءين بحضور جمعٍ غفير من الزائرين ومنتسبي العتبة المقدّسة.

وارتقى منبرَ العزاء الفاطميّ الذي كان يُستَهَلُّ بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم الخطيبُ الحسينيّ الشيخ جعفر الإبراهيمي، وقد تناول في تلك الأيام عبر محاضراته الدينية أموراً عديدة سلّط من خلالها الضوء على مظلومية سيّدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء(عليها السلام) وما جرى عليها بعد رحيل أبيها المصطفى(صلى الله عليه وآله) مستعرضاً الدور الهامّ والفعّال الذي مثّلته (‏صلوات الله عليها) بعد استشهاد أبيها رسول الله(صلى الله عليه وآله) وما قدّمته للأمّة الإسلامية من إحياءٍ لأمر الدين ورسالة السماء، لئلّا ينقلب الناس على أعقابهم (...وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا)، الأمر الذي كان لابُدّ من اتّباعه في السير على نهجها واستلهام العظات والعبر من سيرتها العطرة والعمل على ترجمتها في حياتنا العملية، وخاصّةً في أمور الحجاب والستر والعفاف والتأكيد عليه، فإنّ السيّدة الصدّيقة فاطمة الزهراء(عليها السلام) قدوةٌ ليس للنساء فقط بل للرجال والنساء على حدٍّ سواء، كما تطرّق الشيخ الإبراهيمي في هذه المحاضرات الى بعض الحالات الاجتماعية السلبية الدخيلة على المجتمع الإسلامي وضرورة الابتعاد عنها.

واختُتِمَ المجلسُ -طيلة الأيّام الخمسة- بمرثيّةٍ عزائيّة (لطم) لأحد الرواديد الحسينيّين ألهبت المشاعر وأثارت الشجون والأسى حزناً على رحيل بضعة الرسول(صلى الله عليه وآله).

يُذكر أنّه في مثل هذه الأيّام من كلّ عام يكثر ويتجدّد الحديث عن أيّام شهادة مولاتنا الصدّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)، وإنّ تعدّد مواسم إحياء ذكرى شهادة الصدّيقة الكبرى فاطمة الزهراء(عليها السلام) سببه تعدّد الروايات الكثيرة التي ذكرت ذلك، إلّا أنّ الذي اشتهر هي ثلاثة أقوال، وفيها يكون إحياء مواسم الأحزان الفاطمية، وهي:
القول الأوّل: 8 ربيع الثاني، على رواية بقائها(عليها السلام) بعد أبيها محمد(صلى الله عليه وآله) بـ(40) يوماً، ويُسمّى بـ(موسم الفاطمية الأولى).
القول الثاني: 13جمادى الأولى، على رواية بقائها(عليها السلام) بعد أبيها محمد(صلى الله عليه وآله) بـ(75) يوماً، ويُسمّى بـ(موسم الفاطمية
الثانية).
القول الثالث: 3جمادى الآخرة، على رواية بقائها(عليها السلام) بعد أبيها محمد(صلى الله عليه وآله) بـ(95) يوماً، ويُسمّى بـ(موسم الفاطمية
الثالثة).
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: