الى

السيد الصافي مخاطِباً أمّهات اليتامى: لاشكّ أنّ التعب الذي يُبذل في التربية ستكون له آثارٌ طيّبة، وسترون آثار هذه التربية عندما يكونون في الطلائع المتقدّمة والمواقع المهمّة في هذا البلد..

جانب من اللقاء
"لابُدّ أن تكوننّ بمستوى المسؤولية في تربية الأولاد ففي حياتكم أمثلةٌ هائلة وكبيرة للجهاد والكفاح، ولعلّ السيدة الزهراء(سلام الله عليها) هي الأولى في ذلك ومن قبلها أمّها خديجة(سلام الله عليها) زوجة النبيّ(صلّى الله عليه وآله) ثمّ زينب(عليها السلام)، وهذه الكوكبة من عائلة أهل البيت(عليهم السلام) تحمّلوا المشاقّ الكثيرة والأَسْر والسبي لكنّهم بقوا مصرّين على المبادئ.."، جاء هذا في كلمة المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة سماحة السيد أحمد الصافي(دام عزّه) خلال لقائه بعوائل وأيتام الشهداء من المسجّلين في مؤسّسة الإمام السجّاد(عليه السلام) الخيريّة لرعاية الأيتام، ذلك اللّقاء الذي جمعهم به في العتبة العبّاسية المقدّسة.

وأضاف: "الإنسان يُبتلى في هذه الدنيا بابتلاءاتٍ كثيرة ومن جملة هذه الابتلاءات هو فَقْد من يحبّ، ولاشكّ أنّنا جميعاً ضيوف على هذه الدنيا فهم السابقون ونحن اللّاحقون، ولا يُمكن للإنسان أن يخرج من هذا القانون مهما أوتي من قوّة، فهذا الابتلاء الذي وقع عليكنّ لابدّ أن تكوننّ بمستوى المسؤولية وأنتنّ -إن شاء الله تعالى- كذلك، فالإنسان عليه بدءً أن يسلّم أمره الى الله تبارك وتعالى وأن يشكره شكراً كثيراً، لأنّ الله لا يختار إلّا المصلحة لعباده، الحنوّ على الأولاد والبنات من قبل الأمّ الكريمة هو من أفضل الأعمال التي يعملها الإنسان في حياته، لأنّ كفالة اليتيم من أفضل القربات ولنا في رسول الله(صلّى الله عليه وآله) أسوةٌ حسنة فهو اليتيمُ الأوّل".

مضيفاً: "أحثُّ الأمّهات الكريمات على بذل المزيد في تربية هؤلاء الأبناء، فقد ترى المرأة صعوبةً في التربية و(أفضل الأعمال أحمزها) -كما يُقال- أي أشدّها، لكن لاشكّ أنّ هذا التعب الذي يُبذل في التربية ستكون له آثار طيّبة في مستقبل الأيّام، وسترون آثار هذه التربية عندما يكون هؤلاء الأولاد في الطلائع المتقدّمة والمواقع المهمّة في هذا البلد، وهذا كلّه يكون بفضل عنايتكنّ وتربيتكنّ، صحيحٌ أنّ الوضع المادّي يُعاني منه الأغلب سواءً من ابتُلي بهذا أم لم يبتلَ، والكثير من العوائل الآن ابتُلِيَت بالفقر وهو ليس عيباً، فلا تكون هذه الحالة مدعاةً للتنصّل عن المسؤولية أو التذمّر والتململ -والعياذ بالله-".

وبيّن السيد الصافي: "أملنا كبير بأخواتنا الفاضلات في أن يبذلن الجهود تلو الجهود من أجل إبداء هذه التربية الجيّدة للأولاد، اختياركم واختيار المؤسّسة الكريمة لهذا الموقع هو اختيارٌ موفّق، حيث أنّهم يكونون بقرب أبي الفضل العباس(عليه السلام) وعندما يفتح الولد عينيه وهو بجواره (عليه السلام) فإنّ هذه المناظر لا تُفارق مخيّلته ويبقى دائماً يتشوّق ويعمل وفق هذا النهج، والكلام أيضاً مع أبنائنا وبناتنا الذين فقدوا آباءهم أن يكونوا بمستوى المسؤولية -إن شاء الله تعالى-، الذي يفهم الكلام أيضاً لابُدّ أن يكون بمستوى تحمّل المسؤولية ويُخاطب والده ويقول له: نَمْ قرير العين فإنّي سأكون بمستوى المسؤولية".

موضّحاً: "على الأمّهات أن يحرصن كلّ الحرص على أن يتعلّم الأولاد، فلا نسمح ولا نرضى أصلاً أن يترك الأولاد المدارس، مهما كان الظرف احرصن أخواتي على زجّ أبنائكنّ في المدارس، لا يكون الظرف المادّي سبباً لأنْ يترك الطالب المدرسة، وهذه المؤسّسة الكريمة أخذت على عاتقها مساعدة الطلبة على أن يكملوا جميع مراحل الدراسة فلا تفكّروا أصلاً في ترك الأولاد الدراسة، صحيحٌ أنّ الظرف المادّي صعب لكن هذا غير مبيح لكم أن تجازفوا بمستقبل أولادكم وتجعلوهم يتركون الدروس، هذه المسألة مرفوضة ولابُدّ أن تكوننّ بمستوى المسؤولية".

واختتم السيّد الصافي: "المرجوّ من أخواتنا الفاضلات أن يهتممن اهتماماً شديداً بمسألة الدروس ومسألة التعليم وترغيب الأولاد دائماً الى الدرس، وأبنائنا أيضاً عليهم أن يهتمّوا خصوصاً الذي يفهم الكلام من أبنائنا الصغار عليهم أن يحبّوا المدرسة ويتشوّقوا لها، فإنّ العمر يمشي سريعاً ونطمح ونأمل أن نراكم -إن شاء الله تعالى- وأنتم حَمَلَة شهاداتٍ عُليا تبنون هذا البلد وتردّون الجميل لأمّهاتكم اللّواتي سهرن وتعبن على تربيتكم".

يُذكر أنّه قد اعتادَ أيتامُ مؤسّسة السجّاد(عليه السلام) الخيريّة على هذا التكريم في عيد الأضحى المبارك من كلّ عامٍ، وهو يأتي ضمن دور العتبة العبّاسية المقدّسة ونهجها الذي خطّته لنفسها في إقامة وإدامة ‏الصلة بينها وبين محيطها الخارجيّ بمختلف أطيافه ‏واتّجاهاته, وبالأخصّ المؤسّسات التي تُعنى بشريحة الأيتام والفقراء لإشعارهم بالاهتمام الأبويّ.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: