الى

جموعُ المؤمنين تجدّد ولاءها للإمام الحسين(عليه السلام) في مسيرٍ شبيهٍ بمسير الدماء في الأوردة وهي تتّجه نحو القلب..

عاماً بعد آخر يتّضح للعالم أجمع مدى العشق السرمديّ والولاء الأبديّ الذي يحمله أتباع أهل البيت(عليهم السلام) لسيّدهم ومولاهم ومُلهِمِ بطولاتهم أبي الشهداء الإمام الحسين(عليه السلام)، فها هي جموع المؤمنين تجدّد ولاءها لهذا الإمام العظيم متّجهةً صوب مرقده الطاهر مشياً على الأقدام يحدوها الشوق لزيارته لتلمس أكفّهم شبّاكه الطاهر الذي يشعّ بنور الله تعالى قادمين من كلّ حدبٍ وصوب صغاراً وكباراً نساءً ورجالاً، حتى المعاقين منهم لم تمنعهم إعاقتهم من الزحف نحو ضريحه المقدّس وضريح أخيه أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) وباقي شهداء كربلاء(عليهم السلام) في مسيرٍ شبيهٍ بمسير الدماء في الأوردة وهي تتّجه نحو القلب، ولسان حالهم يردّد البيت المشهور:

لو قطّعوا أرجلنا واليدين *** نأتيك زحفاً سيّدي يا حسين

إنّ تلك الجموع في مسيرتها الخالدة التي يراها العالم بأسره اليوم قادمةً من كلّ فجٍّ عميق نحو هدفها المنشود هي من أعظم مظاهر الولاء لأهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، بالرغم من تعرّضها عبر التاريخ لأقسى أنواع التنكيل والقتل والظلم والجور لكنّ ذلك لم يمنعها عن زيارة ضريح سيّد الشهداء(عليه السلام)، وبقي شعارُها الذي يزلزل الأرض تحت أقدام الظالمين: (لبّيك يا حسين).

فعن الحسين بن علي بن ثوير بن أبي فاختة قال: (قال لي أبو عبد الله-عليه السلام-: يا حسين مَنْ خرج من منزله يريد زيارة الحسين بن علي بن أبي طالب-عليه السلام- إن كان ماشياً كتب الله له بكلّ خطوة حسنة وحطّ بها عنه سيّئة، حتى إذا صار بالحائر كتبه الله من المُفلحين، وإذا قضى مناسكه كتبه الله من الفائزين، حتى إذا أراد الانصراف أتاه ملكٌ فقال له: أنا رسول الله.. ربّك يقرئك السلام ويقول لك: استأنف العمل فقد غفر لك ما مضى).
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: