الى

تثميناً لجهودهم الكبيرة: العتبةُ العبّاسيةُ المقدّسة تكرّم نخبةً من أساتذة وتدريسيّي محافظة بغداد..

كرّمت العتبةُ العبّاسيةُ المقدّسة ظهر اليوم الجمعة (13كانون الثاني 1438هـ) الموافق لـ(14ربيع الثاني 2017م) خلال ختام فعّاليات المؤتمر التعليميّ الثاني المُقام برعاية معهد تراث الأنبياء(عليهم السلام) التابع لقسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة نخبةً من أساتذة وتدريسيّي تربية مدينة الحرّية في محافظة بغداد, ويأتي هذا التكريم الذي أُقيم على قاعة الإمام الحسن(عليه السلام) للمؤتمرات والندوات في العتبة المقدّسة تثميناً لجهودهم الكبيرة في تعليم المجتمع من أجل بناء جيلٍ سليمٍ يُساهم في خدمة البلد.
استُهِلَّ حفلُ الختام الذي شهد حضور المتولّي الشرعي للعتبة المقدّسة سماحة السيد أحمد الصافي(دام عزّه) ومشايخ الدين الأفاضل بالإضافة الى جمعٍ من الأساتذة بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم وقراءة سورة الفاتحة ترحّماً على أرواح شهداء العراق، جاءت بعد ذلك كلمةُ المتولّي الشرعيّ للعتبة المقدّسة سماحة السيّد الصافي(دام عزّه) التي بيّن فيها: "إنّ التعليم من الوظائف النبويّة التي جاءت بها الكتبُ والرسل الذين كانت مهمّتهم تعليم الناس، وكما ورد على لسانه(صلّى الله عليه وآله): (إنّما بُعثتُ معلّماً)، والتعليمُ في هذه الحالة الصحيّة التي يبدأ بها المعلّم أن ينتشل الجاهل ويرفعه، فمن أفضل القربات أنّ الإنسان يرفع الجهل عن الجاهل، فالجهل من الرذائل ومن الصفات غير المحبّبة". لمتابعة باقي الكلمة اضغط هنا
لتأتي بعدها كلمةُ الأستاذ خميس علوان ظاهر ممثّل المعلّمين للمؤتمر التعليميّ الثاني وقد بيّن فيها: "نوجّه شكرنا وتقديرنا للعتبة العبّاسية المقدّسة متمثّلةً بمتولّيها الشرعيّ سماحة السيد أحمد الصافي (أعزّه الله) لما أبداه من توجيهاتٍ كريمة في خطبة الجمعة بشأن احترام المعلّم والمدرسة على حدٍّ سواء وسبل تطويرها، وكذلك الشيوخ الفضلاء وكلّ من ساهم في هذا التجمّع المبارك لتكريم المعلّمين والمدرّسين لقاطع الحريّة, إنّ المعرفة أساس الحياة وروحها، فمن لا معرفة له لا حياة له، وبالمعرفة يتمّ الإيمان بالله وبمن اصطفاه الله واختاره لحمل رسالته، ويزداد هذا الإيمان بزيادته، وفي الحقيقة تعتبر العمليّة التربويّة حاجة ضروريّة لكلّ أمّة من الأمم وهي ليست شيئاً هامشيّاً أو شكليّاً لا نفع منها، إنّما هي في عمق عقيدة المسلم على المستوى النظريّ وفي ميدان تطبيق الفروع كافّة، فالهدف من طرحها تحويل العمليّة التربويّة الى نظام حياةٍ ومنهج واقعيّ".
جاءت بعدها كلمةُ السيد محمد العربي ممثّلاً عن الوفد وتحدّث فيها قائلاً: "لقد شرّف الله تبارك وتعالى البشريّة جمعاء بالعلم وجعله نوراً نهتدي به في غياهب الدنيا ومسلكاً نسلكه لننجو به من آفات الزمن، والقلم رمزٌ للعلم أقسم به جلّت قدرتُهُ لمكانته وسموّ رفعته بين مناهج الدنيا، لأنّ القَسَم أسلوبٌ من أساليب التوكيد في اللّغة العربية، فكما أنّ المُقسَمَ به عظيم كان لزاماً على المقسم عليه أن يكون أعظم متمثّلاً بخلق المصطفى(صلى الله عليه وآله)، ومن هذا المنطلق كان لزاماً على الأمّة أن ينبري منها أناسٌ شرّفهم الله بهذا المنهج، أفنوا حياتهم في سبيل إرساء قواعد العلم لتسير بهم سفينةُ النجاة, إنّ العلم والتعليم لا يكتملان دون أن يكون للمعلّم القدحُ الأعلى في نقل ذلك الكنز للمجتمع، لذلك نجد أنّ للمعلم دوراً بارزاً في تعليم المجتمع لما يحمله من أمانةٍ في عنقه تجاه المجتمع".
كما كانت هناك كلمةٌ للأستاذ كاظم عليوي رئيس قسم الامتحانات في قاطع الحريّة وقد ذكر فيها أهميّة العلم والتعليم ودوره الكبير في النهوض بالبلد، موضّحاً جانباً من الصعوبات التي تواجه مهنة التعليم والمعلّم لاسيّما في السنوات القليلة الأخيرة، داعياً الى اتّخاذ خطواتٍ جادّة وعمليّة من أجل تذليل هذه الصعوبات والعقبات.
لتأتي بعدها كلمةُ الشيخ أسعد الزبيدي معتمد المرجعيّة الدينيّة في قاطع الحريّة، وكانت عبارة عن محاضرةٍ تحدّث خلالها عن مقوّمات نجاح الشخصيّة وهي أن يكون للإنسان واعظٌ من نفسه مشرفٌ على نفسه ومحاسبٌ لها، لأنّه إن لم تكن هذه المرتبة لدى الإنسان فلا يمكنه الوصول الى درجة الرقيّ ولا يكون قدوةً للخير، مبيّناً أنّه لا ينبغي لكلّ هذه الظروف المتلبّدة بغيوم الخطر أن تُثني عزيمتنا، بل علينا أن نبقى مصرّين لإيجاد الحلول النافعة لتربية جيلٍ يأخذ بزمام هذا البلد الى ساحة الخير والسلامة.
فيما كانت كلمةُ الختام للشيخ حسين الترابي مديرُ معهد تراث الأنبياء(عليهم السلام) للدراسات الحوزويّة الإلكترونيّة التي تحدّث فيها قائلاً: "أيّها الإخوةُ والأخوات لنكُنْ من الذين قد تحمّلوا عبء الرسالة، أنتم لديكم رسالة في هذا الزمن الصعب"، حاثّاً الأساتذة والمعلّمين على تأدية واجبهم الكامل من أجل أن نبني جيلاً سليماً يُساهم في بناء هذا البلد ويؤدّي واجبه بشكلٍ صحيح، ليُختتم المؤتمر بتكريم الأساتذة والتدريسيّين.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: