الى

العتبةُ العبّاسية المقدّسة تضعُ اللّبنة الأولى لإقامة مزرعةٍ نموذجيّة للنخيل ذي الأصناف النادرة..

يُعدّ العراق من الدول التي كانت في المراتب الأولى لإنتاج أجود أنواع التمور التي بلغت أنواعها المئات، والمتتبّع لزراعة النخيل يجد أنّها أخذت يوماً بعد يوم بالتراجع حتّى أصبح العراقُ من الدول المتأخّرة في زراعته بل في عدد النخيل فيه، وأصبحت الأراضي المخصّصة لزراعة النخيل عبارة عن مناطق سكنيّة منها أو زراعيّة أو صناعيّة، وتُعتبر محافظة كربلاء المقدّسة من المحافظات التي تشتهر بزراعة النخيل وتصنّف ضمن المحافظات المنتجة للتمور، وقد تراجعت أيضاً في الآونة الأخيرة لعدّة أسباب لعلّ من أبرزها تحويل الأراضي الزراعيّة الى سكنيّة نتيجة أزمة السكن، وبسبب هذه العوامل أقدَمَت العتبةُ العبّاسيةُ المقدّسة ضمن خططها الاستراتيجيّة من أجل الحفاظ على هذه الثروة من الانقراض على إنشاء مزرعة نموذجيّة للنخيل ذي الأصناف النادرة، مستثمرةً المساحات الصحراويّة الشاسعة وتحويلها الى مساحاتٍ خضراء تطبيقاً لحديث (الأرض لمن أحياها).
المشروع جاء مكمّلاً لمشروعٍ آخر ألا وهو مشروع الساقي للمياه البديلة عن مياه نهر الفرات الذي يتضمّن حفر آبارٍ ارتوازيّة لمواجهة أزمة المياه والاستفادة من المياه الجوفيّة التي أثبتت نجاحها في الفحوصات المختبريّة لسقي المزروعات ومنها النخيل، وبذلك تضع العتبةُ العبّاسية المقدّسة لبنتها الأولى لإقامة هذا المشروع الذي افتتحه المتولّي الشرعيّ لها سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزّه) بزرع أوّل فسيلٍ فيه، وذلك صباح يوم السبت (27جمادى الأولى 1438هـ) الموافق لـ(25شباط 2017م).
المشروع في مرحلته الأولى سيُقام على مساحة (25) دونماً غرب محافظة كربلاء ويبعد عن مركز المدينة نحو (40 كيلو متراً) وستتمّ زراعته بالنوعيّات النادرة من النخيل وذات الإنتاج الوافر من التمور، ويهدف هذا المشروع الى:
أوّلاً: استثمار الأراضي الزراعيّة الصحراويّة وتنمية الواقع الزراعيّ في كربلاء.
ثانياً: هذه المزارع ستكون بمثابة مصدّات طبيعيّة للرياح والعواصف الترابية.
ثالثاً: فرصة لتشغيل الأيادي العاملة للعناية بهذه المزروعات.
رابعاً: المساهمة في رفد السوق المحليّة بنوعيّات جيّدة ونادرة من التمور.
خامساً: توظيف الإمكانيّات والخبرات الزراعيّة ووضعها في مجالها الصحيح.
سادساً: الاستفادة من الفائض من مياه الآبار الارتوازيّة.
سابعاً: إمكانيّة زراعة أشجار أخرى كالحمضيّات وغيرها والاستفادة منها كذلك.
ثامنا: إدخال تقنيّات وآليّات حديثة في زراعة النخيل بالاستفادة من الخبرات المحليّة والدوليّة.
تاسعاً: جعل هذه المزرعة مصدراً لتكاثر الأنواع النادرة من النخيل.
هذا وقد سبقت المباشرة بالمشروع أعمالٌ تحضيريّة منها:
1- التأكّد من مدى صلاحيّة التربة للزراعة بأخذ عيّنات من التربة ومن أماكن متعدّدة لمعرفة مدى ملوحتها وصلاحيّتها.
2- تحديد المساحة المراد زراعتها ضمن المرحلة الأولى من المشروع.
3- تسوية التربة وتحديد أماكن زراعة فسائل النخيل عليها.
4- تهيئة أماكن زراعة الفسائل على شكل خطوط مستقيمة.
5- تزويد المشروع بشبكة متكاملة من منظومات الريّ بالتنقيط.
وإنّ استملاك الأرض الخاصّة بالمشروع قد تمّت وفقاً لقوانين الدولة العراقيّة النافذة، وقد استخدمت في زراعتها الطريقة الرباعيّة أو النظام الرباعي التي تتميّز بسهولة تنفيذها وإمكانيّة تقديم الخدمات اللازمة للفسائل والنخيل مستقبلاً، بالإضافة الى إمكانية إدخال المكائن والآلات الخاصّة بعمليّات الخدمة، وتنفّذ هذه الطريقة بغرس فسيل في كلّ رأسٍ من رؤوس المربّع بحيث يُساوي كلّ ضلع من أضلاع المربّع المسافة بين الأشجار التي جرى تحديدها مسبقاً.
تعليقات القراء
1 | عباس البديري | 26/02/2017 | الكويت
بالتوفيق انشاء الله
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: