الى

مواكبُ العزاء تزدلف لمرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) لتعزيته بذكرى وفاة أمّه أمّ البنين(سلام الله عليها)..

كانت أمّ البنين(عليها السلام) تتمتّع بشخصيّةٍ قويّةٍ لا تخلو من الشجاعة والمروءة والكرامة وعزّة النفس، وفيها شموخٌ وإباءٌ تحوّل إلى طاعةٍ لأهل البيت(عليهم السلام)، فكان هذا التوازن في شخصها عجيباً!! فقد كانت بغاية المولاة والاتّباع والطاعة لزوجها وسيّدها ومولاها الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام)، متواضعة مضحّية وشديدة الإيثار.. بل كانت خادمةً لأهل بيت العصمة والرسالة(عليهم السلام)..
وإحياءً وتعظيماً لشعائر الله عزّ وجلّ بإحياء مناسبات أهل البيت(عليهم السلام) وكلّ ما يمتّ اليهم بصلة فقد ازدلفت مواكبُ العزاء الحسينيّ من داخل وخارج محافظة كربلاء المقدّسة لمرقد حامل لواء الإمام الحسين(عليه السلام) وفلذة كبد أمّ البنين(سلام الله عليها) أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، لتعزيته بذكرى مصاب وفاتها، وقد حملت المواكبُ رايات الحزن وهي تردّد عبارات وقصائد المواساة التي تحمل بين أبياتها فضائل أمّ البنين(عليها السلام) والكرامة والمنزلة التي حباها الله تعالى بها، فكانت بحقّ كما قيل فيها: ((كانت من النساء الفاضلات العارفات بحقّ أهل البيت(عليهم السلام) كما كانت فصيحة بليغة لَسِنَة ذات تقىً وزهد وعبادة)).
فسلامٌ عليها يوم وُلِدت ويوم عاشت تتغذّى من نقاء وصفاء بيت العترة(عليهم السلام) ويوم رحلت الى ربّها صابرةً مجاهدةً محتسبة وقد قدّمت التضحيات تلو التضحيات، فكان العبّاس(عليه السلام) وإخوته خير هديّة قدّمتها وهيّأتها وأعدّتها لتحمّل المسؤوليّات الجسام، ومرافقة سيّد بني هاشم الإمام الحسين(عليه السلام) في رحلته ونهضته العظيمة لإحياء دين جدّه المصطفى(صلّى الله عليه وآله).
يُذكر أنّ العتبة العبّاسية المقدّسة قد أعدّت برنامجاً عزائيّاً خاصّاً بإحياء هذه المناسبة الأليمة -ذكرى رحيلها(سلامُ الله عليها)-، وقد ضمّ برنامجُ العزاء العديد من الفقرات العزائيّة.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: