الى

السيّد الصافي: نحنُ -بلد العراق- بلدُ الشعر، وبعض محافظاتنا كلامُهم الطبيعيّ هو الشعر، وهذه منقبةٌ تُحسب للبلد..

أكّد المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة سماحة السيّد أحمد الصافي(دام عزّه) أنّ العراق بلدُ الشعر وبعض محافظاته كلامُهم الطبيعيّ هو الشعر، وهذه منقبةٌ تُحسب للبلد وللأدب بكلّ أنواعه.. جاء ذلك ضمن كلمته التي ألقاها في حفل ختام مهرجان الإمام عليّ(عليه السلام) للإبداع الشعريّ، الذي أقامته المكتبةُ الأدبيّة المختصّة بالتعاون مع العتبة العبّاسية المقدّسة تحت شعار: (الإمام عليّ في قصائد المبدعين) واستمرّ على مدى يومين بمشاركة عشرات الشعراء من جميع المحافظات العراقيّة..
وأضاف: "نرحّب بكم في هذا المكان المبارك وقد وفدتم علينا من محافظاتنا العزيزة للمشاركة في هذا الموسم الثقافيّ لأمير المؤمنين(صلوات الله وسلامه عليه)، وطالما كان الشعرُ رسالة وأداة في خدمة مبادئ وخدمة أفكار وخدمة إصلاح، وطالما حافظ الشعر على عربيّتنا ولغتنا، فالحمد لله الذي وفّق الإخوة العاملين على هذا المهرجان، طبعاً نحن نتذوّق الشعر والحوزة العلميّة عموماً تستشهد بالشعر في الكثير من مواردها، حتّى أنّه عندنا منظومات شعريّة كثيرة تتعلّق فيما ندرسه، لأنّ الشعر أطوع في بنائه وتركيبته وصياغته، وأكثر استئناساً في بعض المطالب، وقد ذكر الشيخ المظفّر(قدّس الله نفسه) وغيره في باب الصناعات الخمس التي هي: صناعة البرهان وصناعة الجدل وصناعة المغالطة وصناعة الخطابة وصناعة الشعر، وقد ذكر أصولاً للصناعتين الأخيرتين -الخطابة والشعر-".
مبيّناً: "أنا بخدمة الإخوة الأعزّاء من هواة الشعر العموديّ ومن محبّي هذا الشعر، حتّى أنّنا قبل سنين استحدثنا مسابقة أسميناها (مسابقة الجود)، وبعض الإخوة الأعزّة اليوم الذين استمعنا الى قصائدهم شاركونا، حفاظاً على هذا النحو من الشعر والقصيد الذي قد ابتعد عنه البعض لسببٍ أو لآخر، ولكنّنا حريصون جدّاً على أن نهضم هذا الشعر وأن نشجّع عليه خصوصاً إذا كان يحمل رسالة كما هو المأمول فيه، فالشعر فيه جهتان: واحدة أنا مستمع للشاعر، وواحدة أنا أقرأ في ديوان، وعندما أقرأ في ديوان لا شكّ أنّي سأركّز على القصيدة، بحسب ما يتيحه لي ذهني وتركيزي وفراغي أن أسبح مع القصيدة، ومع الشاعر فيما يرصف من الأبيات ومن الحروف بحيث يعطيني هذه القصيدة التي تبقى في ذهني، وتارةً أنا أستمع الى الشاعر، أنا أعتقد أنّ كلامنا في الجانب الثاني باعتبار -الحمد لله- الآن جلسنا واستمعنا، وواقعاً سمعنا شعراً وأسماعنا كانت تسمع هذه الإيقاعات سواءً كان في المعنى أو المضمون أو في الصياغة، ولكن أنا أعرض مسألة بسيطة جدّاً ألا وهي طريقة الإلقاء عند البعض، أنا عندما أجلس تحت منصّة شعر أريد من الشاعر أن يشدّني ويجذبني ويقول: أنا هنا. فإذا غفوت أو إذا تأمّلت أو إذا ذهبت بعيداً فتارةً المشكلة عندي وتارةً المشكلة عنده".
مُضيفاً: "القصيدة عندما يتعب عليها الشاعر قطعاً ويقضي أيّام وليالي وفي بعض الحالات تستعصي عليه، خصوصاً أنّ بعض أنواع القافية كان صعباً عند بعض الإخوة لأنّها تحتاج الى صبر وأناة، والشاعر يتعب نفسه في أن يستنطق الكلمات حتّى يضيف لنا هذه الصورة الشعريّة، لكن عندما يقف على المنصّة يقتل قصيدته بنفسه، أعتقد أنّ مسألة الإلقاء غير مرتبطة بصناعة الشعر وإنّما بصناعة الخطابة، لذلك على الشاعر أن يكون خطيباً ما دام يقف على المنصّة، وعلى الخطيب أن يكون ممثّلا ما دام يصعد المنبر، هكذا قالوا فأنا لا يُمكن أن أستجلب ذهن المستمع إذا لم أتمكّن من دغدغة مشاعره، سواءً كان بتحكّمي بطبقات صوتي أو بإشاراتي أو بطريقة إلقائي، بعض القصائد قد تكون عاديّة لكنّها تشدّ الجمهور بسبب الإلقاء الجميل، والإلقاء ليس داخلاً في صناعة الشعر، فليس كلّ شاعرٍ يصلح أن يكون ملقياً لقصيدته، فبعض القصائد جميلة ولكن الشاعر خجلٌ من الجمهور أو بطبيعته هو بارد وبالنتيجة بعض القصائد قد تفقد هذا الرونق".
واختتم السيّد الصافي حديثه قائلاً: "هذا المهرجان المبارك إن شاء الله تعالى يكرّر لأنّ أمير المؤمنين(عليه السلام) مادّةٌ ثريّة للشاعر، وحقيقةً بعض الشعراء حلّقوا في سماء أمير المؤمنين(عليه السلام) ووصلوا الى ما يُمكن أن يصلوا اليه، والبعض كان من حقّه أن يقف لأنّه يتحيّر عند عليّ(عليه السلام) قطعاً، فمادّة أمير المؤمنين مادّة خصبة ومن حقّ الإنسان أن يتحيّر، ماذا يأخذ من عليّ وكلّ شيءٍ علي وهو عليّ الكلّ، هذا المهرجان لا شكّ كُتِب له النجاح من هذا الحفل المبارك ومن هذه القصائد التي أتحفنا بها الإخوة الشعراء، والمكتبة الأدبيّة فعلت خيراً عندما بادرت بهذه الاحتفاليّة، وإن شاء الله تعالى تتكرّر على أمل أن نرى إلقاءً يُضاهي قوّة الشعر".
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: