الى

أمين عام العتبة العبّاسية المقدّسة: حادثة هدم البقيع انتكاسة في الوعي، وتسلّط الجهل، والضبابيّة السوداء التي غيّرتْ ملامحَ الوجه المشرق للإسلام..

المهندس محمد الأشيقر
"هدم البقيع المقدّس، تحمل الكثير من اللوعة والأسى؛ لما تمثّله هذه المناسبة من انتكاسةٍ في الوعي، وتسلّطِ الجهل، والضبابيّةِ السوداء التي غيّرتْ ملامحَ الوجه المشرق للإسلام.." هذا ما جاء في كلمة الأمين العام للعتبة العبّاسية المقدّسة المهندس محمد الأشيقر (دام تأييده) خلال حفل افتتاح مهرجان الإمامِ الباقر(عليه السلام) الثقافيّ السنوي الذي يعقد تحت شعار: (الإمامُ الباقرُ-عليه السلام- مستودعُ الحكمة وترجمانُ الوحي)، حيث انطلقت فعالياته مساء هذا اليوم الاثنين (8شوال 1438هـ) الموافق لـ(3تموز 2017م). وفي ما يلي نصّ الكلمة:

ببركة اللهِ تعالى ومننه السابغة علينا، نقيمُ مهرجانَ الإمامِ الباقر(عليه السلام) الثقافيّ السنوي، وتحت شعار: (الإمامُ الباقرُ-عليه السلام- مستودعُ الحكمة وترجمانُ الوحي)، لنقفَ على بعض شذراتِ وأنوارِ هذا الإمام العظيم.. الإمام الخامس من أئمّة أهل البيت(عليهم السلام).

بعد أن شرّفَنا اللهُ تبارك وتعالى بتلك الاستنارة المباركة بأنوار الهدى والرشاد، وهي النسخة الثالثة لهذا المهرجان، نأمل من خلالها الوقوف على فقرات مهمّة من إمامته الشريفة، وما صاحبتها من انحرافاتٍ عقائديّة، في ظلّ تنامي نفوذ وبدع أئمّةِ الجورِ والضلالة..

فعمل الإمامُ الباقر(عليه السلام) على دحضها، وبيان حقيقتها؛ لكونه باقرَ علوم الأوّلين والآخرين، كذلك العمل على إظهار جزءٍ من مظلوميّته، بهدم قبره المطهّر مع باقي القبور الطاهرة لأئمّة الهدى في بقيع الغرقد، بفتاوى التكفير الأعمى التي جعلت العالمَ الإسلامي يئنُّ من وطأتها حتى قيام يومنا هذا..

ومناسبة هدم البقيع المقدّس، تحمل الكثير من اللوعة والأسى؛ لما تمثّله هذه المناسبة من انتكاسةٍ في الوعي، وتسلّطِ الجهل، والضبابيّةِ السوداء التي غيّرتْ ملامحَ الوجه المشرق للإسلام.

وقد وضعت العتبةُ العبّاسية المقدّسة في أجندتها المهرجانيّة مهرجاناتٍ خصّت بها أئمّةَ البقيع(سلام الله عليهم)، فالإمامُ الحسن(عليه السلام) خُصّص له مهرجانٌ يُقام سنويّاً في ذكرى مولده المبارك في الخامس عشر من شهر رمضان.

والإمامُ السجّاد(عليه السلام) أُفردت له مساحةٌ من مهرجان ربيع الشهادة، والإمام الصادق(عليه السلام) يُحتفى به من خلال مهرجان ربيع الرسالة أو من خلال الاحتفاليّة المركزيّة المتزامنة مع ذكرى ولادة جدّه منقذ البشرية الرسول الأعظم محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) لتكتمل حلقة هذه المهرجانات الاحتفائيّة والاستذكاريّة بمهرجان الإمام الباقر(عليه السلام).

لقد عاش الإمامُ الباقر(عليه السلام) في ظلّ جدّه السبط الشهيد(عليه السلام) أربع سنوات، وصُبغتْ شخصيّتُه الفذّة بتلك الصبغة الإلهيّة التي تجلّت في حياة السبط الشهيد، ولا ريب أنّ مأساةَ كربلاء الفجيعة تركت طابعها على نفسيّة الإمام الباقر(عليه السلام) الذي رافق صورَها وشاهدها لحظةً بلحظة؛ لأنّه كان ممّن حضرها مع سائر أبناء الأسرة الهاشميّة.

كانت حياته (سلام الله عليه) حياة كريمة، ومثلاً أعلى للصبغة الربّانية، وظلّ شعاعُ تلك الحياة يضيءُ دربَ السالكين إلى الله تبارك وتعالى حتى اليوم.

لذا ومن باب استكمال الدرب الذي خطّه أئمّتنا(عليهم السلام)، والحفاظ على علومهم وتراثهم وسيرتهم الحسنة، لتتناقله الأجيال وتستنير بهديهم الأممُ والشعوب.. نهيب بكافّة الإخوة من الكتّاب والمؤلّفين (أعزّهم الله) أن يواصلوا التدوين المعرفيّ في هذا المجال، والمشاركة في المهرجانات والمؤتمرات والمسابقات التأليفيّة والتدوينيّة التي من شأنها رفد المكتبة الإسلاميّة العريقة بالمنصف والموضوعيّ من الكتب، والبحوث، بطرائقَ منهجيّة علميّة، تبرزُ كنوزَ ومعارف أئمّة أهل البيت(عليهم السلام) والعلماء الأجلّاء الذين ساروا واقتفوا أثر هذا المعينِ الصافي.

لنحيى بعالمٍ مشرق أكثر أملاً وتفاؤلاً.. بغدٍ تنعمُ فيه البشريّةُ ببركات وجود أنوار الأرض والسماء.. الذين أرسلهم اللهُ عزّ وجلّ ليأخذوا بيدِ العالم إلى برّ النجاة والأمان..

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.. والصلاة والسلام على رسوله الأمين وآله الهداة المهديّين.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: