الى

الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة يلتقي عدداً من الأساتذة والباحثين المختصين في مجال الإقتصاد ‏

جانب من اللقاء
جانب من اللقاء
بعد عقد المؤتمر العلمي السنوي الرابع والذي تقيمه كليه الإدارة والإقتصاد بجامعة كربلاء، قام العديد من الباحثين ‏والأساتذة المختصين في مجال التطوير الإقتصادي من المشاركين فيه، بزيارة العتبة العباسية المقدسة والتقوا بأمينها العام ‏السيد أحمد الصافي وتباحثوا معه سبل النهوض بالواقع العلمي والتربوي ومدى الاستفادة منه مجتمعياً.‏
حيث كانت الزيارة يوم الثلاثاء 3جمادى الثانية 1433هـ الموافق 24/4/2012 م وبيّن السيد الصافي خلال اللقاء أن ‏‏"الشيء المهم الذي يحتاج أن نقف عنده هو أن نشجع الباحث العراقي في أن يأخذ المساحة الكافية من بحوثه وأن يدخل ‏الى أي موضوع وبعمق".‏



‏ مستدركاً "ولابد من الترويج قدر الإمكان على مسألة أن الباحث الأكاديمي لابد أن تستفيد منه الدولة، والمشكلة التي ‏نواجهها في بلدنا أن هناك عزلة بين الدراسات العلمية التي توفرها الجامعة، وبين الجوانب العملية التي تستفيد منها ‏الدولة".‏
وأوضح "وفي سؤال وجهته لأحد الأخوة عن مدى إستفادة الدولة من الجامعات، ذكر بأن نسبة الإستفادة هي 10%، وهذه ‏الحالة غير صحية ومشكلة حقيقية، ومعنى ذلك أن الدولة تسير في رؤى بعيدة عن الجوانب العلمية، ولا تستفيد من ‏الجامعات التي من المفترض أن تكون الممول العلمي والفني والأكاديمي لها".‏



مضيفاً " أي أن الدولة إذا طلبت أي أختصاص فعليها أن تنظر من الوهلة الأولى للجامعات، وتحاول أن تنتقي وتختار ‏منها مايعينها على ذلك، ولكن -إن شاء الله- وبكثرة البحوث والمؤتمرات العلمية سُيسمع صوت الجامعات بشكل مباشر، ‏وخلق حالة من التداخل بين الدولة والجامعات".‏
معللاً " ولعل هذا الجانب له علاقة بالجانب السياسي للبلد، والأستاذ والأكاديمي لابد أن يتمتع بصفتين الأولى: التسلط على ‏المادة العلمية، فالأستاذ الجامعي يجب أن يكون متسلطاً بشكل جيد عليها، وهذا التسلط يجعل الطالب يقتنع به ويطمئن ‏اليه، وأن العلم الذي يعطى اليه هو صحيح، أما الصفة الثانية فهي أن الأستاذ يجب أن يكون عنده مشروع غير مشروع ‏إفهام الدرس، وهذه النقطة يجب أن نقف عندها، ففي بعض الحالات، الإنسان يعلم ماعنده، والمعلومات لديه مرتبة ‏والأفكار مبوبة وهو يعلم بكل ما يتعلق بالدرس، لكن تنقصه القدرة على إيصال هذه المعلومات والأفكار للطالب، وبتعبير ‏آخر قصور في قدرته البيانية، حيث يكون بيان الأستاذ قاصراً في إيصال المعلومة للطالب، ومشكلة البيان والأسلوب هي ‏مشكلة حقيقية ولايمكن تغييرها بين ليلة وضحاها". ‏



وأضاف "وهذا الأمر غير غائب عن حضراتكم فالأستاذ يتعامل مع الطالب بأمور مسلّمة فالحوار بين أستاذ وطالب غير ‏الحوار بين أستاذ وأستاذ، فالطالب يحتاج أن يتلقى ويتعلم ويفهم الأمور بشكل يؤهله في أن يكون أستاذاً ناجحاً، ونحن ‏نؤمن بقضية هي أن الأستاذ الناجح هو الذي يصنع طالباً أفضل منه، فليس الغرض أن ينجح الطالب، بل يجب التفكير ‏بكيفية صنع الطالب الأفضل منه، فإذا أراد الأستاذ من الطالب التفكير، فلابد له أن يهيئ له مستوىً فكرياً واضحاً، ‏ويوضح له النقاط المهمة التي يمكن أن يبني فيه الطالب نفسه، وكيف ننمي فيه شعور المواطنة وحب الوطن، التي من ‏أجلها نستطيع أن نصوغ هذا الطالب".‏



مختتماً قوله "فالطالب في المراحل الأولية من دراسته الجامعية يحتاج الى تكيف مع الوضع الجامعي، وهنا يأتي دور ‏الأستاذ ومشروعه من التسلط على المادة والبيان، وأهميته ليجعل من الطالب مشروعاً تقع عليه خدمة وبناء البلد في ‏المستقبل". ‏



بعدها استمع الأمين العام إلى جملة من المقترحات قدمها الباحثون والتي تناولت شرح أهداف إقامة مثل هذه المؤتمرات ‏والغاية منها هي إبراز البحوث القيمة والتي من شأنها أن تسير بالعراق نحو الأمام في حال وجدت الجهات الراعية ‏والداعمة لها، حيث لم تقتصر هذه البحوث على مفصل واحد من مفاصل الحياة بل شملت أغلبها كونها ليست نظرية وإنما ‏تتعلق بمشكلات في مدينة كربلاء وخاصة في كيفية تطوير الخدمات والإرتقاء بها لزائري العتبات المقدسة. كما طلبوا من ‏الأمين العام الإطلاع على بعض هذه البحوث والمساهمة في إيصالها الى الجهات ذات العلاقة خدمة للصالح العام .‏





تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: