الى

مرحباً بالأوّل من شهر ذي الحجّة الذي التقى فيه بحران واقترب نجمان...

اليوم الأوّل من شهر ذي الحجّة من السنة الثانية للهجرة زَوّج خاتمُ الأنبياء والمرسلين محمد(صلّى الله عليه وآله) سيّدةَ نساء العالمين البتول العذراء فاطمة الزهراء من أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليهما السلام) ويسمّى بـ(زواج النورين)، وتحظى هذه الواقعة بأهمّية عند محبّي وأتباع أهل البيت(عليهم السلام) لأنّه حدثٌ إلهيّ ولأنّ كلّاً منهما من أعظم الشخصيّات وأنّ الأئمّة المعصومين من ثمرة هذا الزواج المبارك، ويدلّ هذا الحدث أيضاً على مكانة الإمام علي(عليه السلام) عند النبيّ(صلّى الله عليه وآله).
وقد شاء الله أن تمتدّ ذريّة رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلم) عن طريق عليّ وفاطمة(عليهما السلام) فكانت ثمرة هذا الزواج الإلهيّ المبارك ثلاثةَ أولادٍ وبنتَيْن هم كلٌّ من: الإمامين المعصومين الحسن المجتبى وسيّد الشهداء أبي عبدالله الحسين(عليهما السلام)، والبنتان هما عقيلة بني هاشم زينب الكبرى وأمّ كلثوم(عليهما السلام) وقد ولدوا في حياة النبيّ(صلّى الله عليه وآله) في مدّة تسع سنوات، وآخرُ أولادِهما المحسن(عليه السلام) الذي استُشهِدَ جنيناً وهو في بطن أمّه بعد شهادة الرسول(صلّى الله عليه وآله) ببضعة أيّام بسبب ضرب المنافقين والظالمين للصدّيقة فاطمة(عليها السلام) وعصرها بين الحائط والباب.
وكانت المدّة بين الزواج في السماء والزواج في الأرض أربعين يوماً، حيث كان طرفُ الإيجاب في العقد هو الله تعالى وطرف القبول جبرئيل، والذي قرأ الخطبة راحيل وشهودُها حملةُ العرش وسبعون ألفاً من الملائكة، وصاحبُ النثار رضوان خازن الجنان وكان نثارُها الياقوت والمرجان، وصاحب الحجلة أسماء أو أمّ أيمن ووليد هذا النكاح الأئمّة الطاهرون(عليهم السلام).
وقد روى السيّدُ الأمين في المجالس السَنيَّة ما مُلَخَّصهُ: جاء علي(عليه السلام) إلى رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلم) وهو في منزل أمّ سَلَمة، فَسلَّم عليه وجلس بين يديه، فقال له النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلم): (أتيتَ لحاجة)؟ فقال (عليه السلام): (نعم، أتيتُ خاطباً ابنتكَ فاطمة(عليها السلام)، فَهل أنتَ مُزَوِّجُنِي)؟.
قالت أمّ سلمة: فرأيتُ وجه النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلم) يَتَهَلَّلُ فرحاً وسروراً، ثم ابتسم في وجه علي(عليه السلام) ودخل على فاطمة(عليها السلام)، وقال لها: (إنّ عليّاً قد ذكر عن أمرك شيئاً، وإنّي سألتُ رَبِّي أن يزوّجكِ خيرَ خلقه، فما ترين)؟، فَسَكَتَتْ(عليها السلام).
فخرج رسولُ الله(صلّى الله عليه وآله وسلم) وهو يقول: (اللهُ أَكبر، سُكوتُها إِقرَارُها). فعندها أمر رسولُ الله(صلّى الله عليه وآله وسلم) أَنَسَ بن مالك أن يجمع الصحابة، لِيُعلِن عليهم نبأ تزويج فاطمة من علي(عليهما السلام). فلمّا اجتمعوا قال(صلّى الله عليه وآله وسلم) لهم: (إنّ الله تعالى أمرني أن أُزَوِّج فاطمة بنت خديجة، من علي بن أبي طالب).
ثمّ أبلغ النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلم) عليّاً بأنّ الله أمره أن يزوّجه فاطمة على أربعمائة مثقالٍ من الفضة.
المصادر: [مناقب آل أبي طالب(عليهم السلام)، بحار الأنوار، مجمع النورين، مصباح المتهجّد].
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: