الى

مواكبُ العزاء العاشورائيّ تستذكر ورود الإمام الحسين (عليه السلام) لكربلاء ويواسون بنته العليلة...

إنّ لشهر محرّم الحرام العديدَ من الطقوس والشعائر التي تُجسّد الواقعة الأليمة والمأساة التي ألمّت بالإمام الحسين وأهل بيته الأطهار(عليهم السلام)، ومن تلك الطقوس تخصيص الأيّام الأولى ولياليها من شهر محرّم الحرام، وتسميتها بأسماء أهل البيت(عليهم السلام) ورموز واقعة الطفّ الخالدة من أصحاب الإمام(رضوان الله عليهم)، الذين بذلوا أرواحهم ودماءهم في سبيل الله ونصرة الإمام الحسين(عليه السلام) فيُخصَّص كلُّ يومٍ لشخصيّة أو حادثة معيّنة لبيان موقفها وخصوصيّتها في واقعة الطفّ، على الرغم من أنّ الإمام وأهل بيته وأصحابه (سلام الله عليه وعليهم أجمعين) قُتِلوا جميعاً نهار العاشر من محرّم.
وجرت العادةُ في اليوم الثاني من محرّم الحرام استذكار وصول الإمام(عليه السلام) إلى كربلاء في الثاني من شهر محرّم الحرام لسنة إحدى وستّين للهجرة، فيستقبلُ أهالي كربلاء هذه الذكرى بإقامة فعاليّات خاصّة منها إنارة قناديل التكايا، أو من خلال مواكب العزاء الكربلائيّة (اللطم والزنجيل والتشابيه)، إضافةً الى مجالس الوعظ والإرشاد.
وممّا دأب المحبّون والموالون عليه في هذا اليوم وليلته كذلك هو استذكار فاطمة العليلة بنت الإمام الحسين(عليه السلام) التي أبقاها الإمام في المدينة المنوّرة لعلّةٍ فيها، فينبري أصحابُ المجالس والمحاضرات العاشورائيّة إضافةً الى مواكب العزاء باستذكار السيّدة فاطمة بنت الحسين(عليهما السلام) وكيف تجرّعت ألم فراق والدها وما ألمّ بها عند سماعها خبر شهادته (سلام الله عليه).
هذا وقد شهِد حَرَما الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس(عليهما السلام) يوم أمس الثاني من محرّم الحرام وليلته تدفّقاً لمواكب العزاء تباعاً، وحسب جدولٍ زمانيّ ومكانيّ لنزولها نظّمه قسمُ الشعائر والمواكب الحسينيّة التابع للعتبتين المقدّستين الحسينيّة والعباسيّة، وهي تحمل راياتٍ عالية ولافتات عريضة كُتبت عليها شعاراتٌ رساليّة مهمّة تمثّل دعوةً صادقةً وشاملة للاهتداء والاقتداء بمبادئ النهضة الحسينيّة القائمة على التضحية والإيثار ومقارعة الظلم والطغيان والجبروت الأجوف، أيّاً كان مصدره.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: