الى

النهضةُ الحسينيّة مصدرُ إلهامٍ للشعراء والأدباء...

يزخر الأدبُ الحسينيّ على مرّ العصور بالأدباء والشعراء الذين وثّقوا النهضة الحسينيّة في قصائدهم، لما في الشعر من فائدة توعويّة للمجتمع بصورة عامّة والمجتمع الإسلاميّ بصورةٍ خاصّة، لأنّ الشعر يعدّ رسالةً إنسانيّة طالما دعت الناس الى الألفة والتسامح ووثّقت التاريخ، ومنه نهضة الإمام الحسين(عليه السلام) في يوم عاشوراء بوجه الطغاة.
الشعر العامّي أو ما يسمّى (الشعر الشعبي) الذي يكتب باللهجة الدارجة، كان له الأثر الكبير في نقل مصائب الإمام الحسين(عليه السلام) وما جرى عليه وعلى أهل بيته في يوم عاشوراء، حتى أنّ القصائد التي تُكتب أخذت تشكّل لوناً أدبيّاً خاصّاً يُسمّى الأدب الحسينيّ، لما في تلك الملحمة الخالدة من مبادئ إنسانيّة سامية تدعو الإنسان للارتقاء ورفض الظلم، إذ تعدّ هذه النهضة مصدر إلهامٍ للشعراء والأدباء من أصحاب الرسالة الإنسانيّة، ومن بين الشعراء الذين اختاروا الحسين(عليه السلام) ملهماً ووحياً لإبداعهم المرحوم الشاعر الكبير كاظم منظور الكربلائي الذي كان يلقّب بأمير الشعراء، والمرحوم الشاعر عبود غفلة وعزيز الكلكاوي الكربلائي وآخرون ممّن تشهد لهم الساحة الأدبيّة لما يمتلكونه من شاعريّة.
ومع تطوّر الحركة الإبداعيّة في الأدب أخذ الشعر الشعبيّ الحسينيّ مكانته في اتّساع دائرته وأصبح يُكتب بأكثر من طريقة نسيجٍ وفكرة، وراحت الحداثويّة وشعراء الحداثة يستلهمون من الطفّ أفكارهم، ولا عجب من ذلك فالحسين(عليه السلام) ملهمُ القلوب والأفكار والنفوس، والشعر وجدانٌ يداعب المشاعر بمفرداته ويحاكي الأزمان المتعاقبة.
في حوارٍ دار مع أحد الشعراء المعاصرين، تحدّث عن قيمة الشعر وما له من تأثير ذاكراً: "إنّ ما تعلّمناه من الأجيال التي سبقتنا في الشعر أنّ ما يُكتب من القلب يدخل الى قلوب المتلقّين، وإنّ الشعر هو عهدٌ صادق بين الشاعر ووجدان المتلقّين وهو ابن بيئته، فكيف لنا لا نكتب عن القضيّة الحسينيّة ونحن نستظلّ بفيئها وتربّينا على مبادئها، وكيف لا نستذكر يوم عاشوراء بمصداقيّة والحسين وأهل بيته(عليه وعليهم السلام) في قلوبنا".
إنّ المثقّف والشاعر الحسينيّ عانى ما عاناه من هيمنةٍ فكريّة وثقافيّة امتدّت لأكثر من ثلاثين سنة كان يسعى من خلالها جهلُ النظام البائد الى إقصاء مبادئ هذه الثورة العظيمة، إلّا أنّ الله تعالى أراد لها أن تكون النهر الذي يغرف منه أهلُ العلم والمفكّرون والأدباء، وها هو شهرُ الأحزان يطلّ من جديد بقصائد مهرجانيّة ومنبريّة تصوّر مصائب يوم الطفّ وأخرى تتغنّى بانتصار الدم على السيف وغيرها لاطمة بمفرداتها كمواكب المعزّين الوافدة الى كربلاء.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: